معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الضاد والياء وما يثلثهما

صفحة 382 - الجزء 3

  رِيمٌ تضايَفَه كلابٌ أخْضَعُ⁣(⁣١)

  والمضاف: الذي قد أُحِيط به في الحرب. قال:

  ويحمِى المضافَ إذا ما دعا ... إذا فَرَّ ذو اللِّمّة الفَيْلَمُ⁣(⁣٢)

  وهو من هذا القياس. ويقال تضيَّفُوه، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه. قال:

  إذا تضيَّفْن عليه انسلَّا⁣(⁣٣)

  فأمّا قول القائل:

  لَقًى حملتْه أمُّه وهي ضَيفةٌ ... فجاءت بنَزٍّ للنَّزَالةِ أرشَمَا⁣(⁣٤)

  فهي الضَّيفة المعروفة من الضِّيافة. وقال قومٌ: ضافت المرأة: حاضت. وهذ ليس بشئ، ولا مما هو يدلُّ عليه قياسٌ، ولا وجهَ للشُّغْل به.

  فأمّا قولهم أضاف من الشئ، إذا أشفقَ منه، فيجوز أن يكون شادًّا عن الأصل الذي ذكرناه *، ويمكن أن يتَمحَّل⁣(⁣٥) له بأن يقال أضاف من الشئ، إذا أشفق منه، كأنّه صار في الضِّيف، وهو الجانب، أي لم يتوسَّط إشفاقاً. وهو بعيد، والأولى عندي أن يقال إنّه شاذٌ. والكلمة مشهورة قال:

  وكانَ النَّكيرُ أن تُضيف وتجأرا⁣(⁣٦)


(١) لمتمم بن نويرة في المفضليات (١: ٩٤). وصدره:

وكأنه فوت الجوالب جابئا.

(٢) للبريق الهذلي في اللسان (ضيف، فلم)، من قصيدة في بقية أشعار الهذليين ٢٢ وشرح السكرى للهذليين ١١٠ وسيأتي في (فلم).

(٣) قبله في اللسان (ضيف):

بتبعن عودا يشتكى الأظلا.

(٤) للبعيث يهجو جريرا، كما سبق في (رشم) حيث تخريج البيت في الحواشى.

(٥) في الأصل: «يتحمل».

(٦) للنابغة الجعدي، وصدره كما في اللسان (ضيف):

أقامت ثلاثا بين يوم وليلة.