معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 22 - الجزء 4

  ومن الباب: عِنَانُ الفَرَس، لأنّه يَحتبِس، وجمْعه أعِنَّة وعُنُنٌ. الكسائىّ:

  أعْنَنْتُ الفَرسَ: جعلتُ له عِناناً. وعنَّنْتُه: حبسته بعِنانه. فأمّا المرأة المعنَّنَة فذلك على طريقة التشبيه، وإنما هي اللطفة البطن، المهفهفة، التي جُدِلت جَدل العِنان. وأنشد:

  وفي الحىّ بيضاتُ داريّة ... دَهَاس معنَّنَة المرتدَى⁣(⁣١)

  قال أبو حاتم: عِنان المتن حَبْلاه⁣(⁣٢). وهذا أيضاً على طريقة التشبيه.

  قال رؤبة:

  إلى عِنانَىْ ضامرٍ لطيفِ⁣(⁣٣)

  والأصل في العِنان ما ذكرناه في الحبْس.

  وللعرب في العِنان أمثال، يقولون: «ذلّ لي عنانُه»، إذا انقاد. و «هو شديد العِنان»، إذا كان لا ينقاد. و «أرْخِ من عِنانه» أي رفِّهْ عنه.

  و «ملأتُ عِنان الفرس»، أي بلغت مجهودَه في الحُضْر. قال:

  حرف بعيد من الحادي إذا ملأت ... شمسُ النهارِ عِنان الأبرَق الصَّخبِ⁣(⁣٤)

  يريد إذا بلغت الشَّمسُ مجهود الجندب، وهو الأبرق. ويقولون: «هما يجريانِ في عِنانٍ واحد» إذا كانا مستويين في عملٍ أو فضْل. و «جرى فلانٌ عِنانا أو عنانين»، أي شوطاً أو شَوطين. قال الطِّرِمّاح:


(١) في الأصل: «دهالس»، تحريف. والدهاس: كل لين جدا من الرمل شبههن بالكثيب اللين.

(٢) في الأصل: «جلاه»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) ديوان رؤبة ١٠٢ واللسان (عنن ١٦٥).

(٤) أنشده في اللسان (عنن).