باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم
  متى ما تشأ تسمع عِراراً بقَفْرةٍ ... يجيب زِماراً كاليَرَاع المُثَقَّبِ(١)
  قال الخليل: تعارَّ الرّجُل يتعارُّ، إذا استيقظ من نومه. قال: وأحسب عِرارَ الظَّليم من هذا.
  وفي حديث سَلْمان: «أنّه كان إذا تعارّ من اللَّيل سَبّح».
  ومن الباب: عَرْعَارِ(٢)، وهي لُعْبةٌ للصِّبْيان، يَخْرُج الصَّبىُّ فإذا لم يجِدْ صِبياناً رفع صوتَه فيخرجُ إليه الصِّبيان. قال الكميت:
  حيث لا تنبِض القِسىُّ ولا تَلْ ... قَى بعَرعارٍ وِلدةٍ مذعُورا
  وقال النابغة:
  متكنِّفَىْ جنْبَىْ عكاظَ كلَيْهما ... يدعو وليدُهم بها عرعارِ(٣)
  يريد أنّهم آمنون، وصِبيانُهم يلعبون هذه اللُّعبة. ويُريد الكميتُ أنّ هذا الثّورَ لا يسمع إنباضَ القِسىِّ ولا أصواتَ الصِّبيان ولا يَذْعَره صوت. يقال عَرعَرة وعرعارِ، كما قالوا قرقرةٌ وقرقارِ، وإنّما هي حكاية صبِية العرب.
  والأصل الثالث الدالُّ على سموّ وارتفاع. قال الخليل: عُرعُرة كلِّ شئ:
  أعلاه. قال الفرّاء: العُرْعُرة: المَعرَفَة(٤) من كلِّ دابة. والعُرعُرة: طَرَف السَّنام.
  قال أبو زيد: عُرعُرة السَّنام: عَصَبةٌ تلى الغَراضِيف.
  ومن الباب: جَمل عُراعِرٌ، أي سَمين. قال النابغة:
(١) البيت للبيد في ديوانه ٤٤ طبع ١٨٨٠. وانظر الحيوان (٤: ٣٨٤، ٤٠٠).
(٢) عرعار، مبنية على الكسر، معدولة من عرعرة، مثل قرقار من قرقرة. وهذا مذهب سيبويه، ورد عليه أبو العباس هذا وقال: «لا يكون العدل إلا من بنات الثلاثة، لأن العدل معناه التكثير.
انظر اللسان (عرر) وشرح ديوان النابغة ٣٦.
(٣) أنشد عجزه في اللسان (عرر). وفي ديوان النابغة ٣٥:
«يدعو بها ولدانهم».
(٤) المعرفة، كمرحلة: موضع العرف من الفرس. وفي الأصل: «المعروفة».