معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والفاء وما يثلثهما

صفحة 60 - الجزء 4

  والجَزّ. وعِفاء النّعامة: الريش الذي علا الزِّفّ الصِّغار. وكذلك عِفاء الطَّير، الواحدةُ عِفاءة ممدود مهمور. قال: ولا يُقال للريشة عِفاءة حتى يكون فيها كثافةٌ.

  وقولُ الطرِمّاح:

  فيا صُبحُ كَمِّشْ غُبَّرَ اللَّيلِ صُعِدا ... بِبَمِّ ونبّه ذا العِفاء الموشَّحِ⁣(⁣١)

  إذا صاح لم يُخْذَل وجاوَبَ صوتَه ... حِماشُ الشَّوى يَصدحنَ من كلِّ مَصدَحِ

  فذو العِفاء: الرِّيش. يصف ديكاً. يقول: لم يُخذل، أي إنّ الدّيوكَ تجيبه من كلِّ ناحية.

  وقال في وَبَر الناقة:

  أُجُد موثّقة كأنّ عِفاءَها ... سِقطانِ من كنَفَىْ ظليمٍ نافرِ⁣(⁣٢)

  وقال الخليل: العِفاء: السَّحاب كالخَمْل في وجهه. وهذا صحيح وهو تشبيه، * إنما شبّه بما ذكرناه من الوبَر والريش الكثيفَين. وقال أهل اللغة كلُّهم: يقال من الشّعر عَفَوْته وعَفيْته، مثل قلوته وقليته، وعفا فهو عافٍ، وذلك إذا تركتَه حتى يكثُر ويَطُول. قال اللَّه تعالى: {حَتَّى عَفَوْا}، أي نَمَوْا وكثُرُوا. وهذا يدلُّ على ما قلناه، أنّ أصل الباب في هذا الوجه التّرك.


(١) ديوان الطرماح ٦٩ والحيوان (٢: ٢٥٤، ٣٤٦/ ٧: ٥٩) واللسان (وشح ٤٧٣ في نهاية الصفحة).

(٢) البيت لثعلبة بن صعير المازني، من قصيدة في المفضليات (١: ١٢٦ - ١٢٩) برواية:

وكأن عيبتها وفضل فتانها ... فنان من كنفي ظليم نافر.