معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عفت

صفحة 63 - الجزء 4

  تهلك المِدْراةُ في أكنافِه ... وإذا ما أرسَلتْه يَعْتفِرْ⁣(⁣١)

  قال ابن دريد⁣(⁣٢): العَفْر ظاهر تراب الأرض، بفتح الفاء، وتسكينها. قال:

  «والفتح اللُّغة العالية».

  ويقال للظّبى أعفَرُ للونِه. قال:

  يقول لىَ الأنباط إذْ أنا ساقطٌ ... به لا بظبىٍ في الصَّريمة أعفرا⁣(⁣٣)

  قال: وإنما ينسب إلى اسم التُّراب. وكذلك الرَّمْل الأعفر. قال: واليَعْفُور الخِشْف، سمِّى بذلك لكثرة لُزوقه بالأرض. قال ابن دريد⁣(⁣٤): «العَفِير لحمٌ يجفَّف على الرَّمل في الشمس».

  ومن الباب: شربت سَويقاً عَفِيراً، وذلك إذا لم يُلَتَّ بزَيت ولا سَمن.

  فأمَّا الذي قاله ابن الأعرابىّ، من قولهم: «وقعوا في عافور شرّ» مثل عاثور، فممكن أن يكون من العَفَر، وهو التُّراب، وممكن أن يكون الفاء مبدلة من ثاء. وقد قال ابنُ الأعرابىّ: إنّ ذلك مشتقُّ من عَفّرَه، أي صرعه ومرَّغه في التراب.

  وأنشد:

  جاءت بشرٍّ مَجْنَبٍ عافورِ⁣(⁣٥)


(١) وكذا في اللسان (عفر). وفي المفضليات: «في أفنانه» و «ينعفر».

(٢) الجمهرة (٢: ٣٨٠).

(٣) هذا دعاء عند الشماتة، أي جعل اللَّه ما أصابه لازما له لا للظبي. وأنشد في اللسان للفرزدق في زياد:

أقول له لما أتانا نعيه ... به لا بظبى بالصريمة أعفرا.

(٤) الجمهرة (٢: ٣٨٠).

(٥) المجنب، بفتح الميم: الكثير.