معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 83 - الجزء 4

  ومن كلامهم في العُقوبة والعِقاب، قال امرؤ القيس:

  وبالأشْقَينَ ما كان العقابُ⁣(⁣١)

  ويقال: أعقب فلانٌ، أي رجَع، والمعنى أنه جاء عُقَيب مضيّه.

  قال لبيد:

  فجال ولم يُعْقِب بغُضْفٍ كأنّها ... دُقاق الشَّعيل يبتدِرْن الجعائلا⁣(⁣٢)

  قال الدريدى: المُعْقب: نجم يعقُب نجماً آخَر، أي يطلُع بعده. قال:

  كأنها بينَ السُّجوف مُعْقِب⁣(⁣٣)

  ومن الباب قولهم: عليه عِقْبَةُ السَّرْو والجمال، أي أثره. قال: وقومٌ عليهم عِقْبَة السَّرْو ... . (⁣٤). وإنما قيل ذلك لأنّ أثَرَ الشَّئ يكونُ بعد الشئ.

  وممّا يتكلمون به في مجرى الأمثال قولهم: «من أين جاءت عَقِبُك» أي من أين جئت. و «فلانٌ مُوَطَّأ العَقِب» أي كثير الأتباع. ومنه

  حديث عمّار⁣(⁣٥):

  «اللهُمَّ إن كان كَذَب فاجعله مُوطّأ العَقِب».

  دعا أن يكون سلطانا يطأ النّاس عَقِبه، أي يتبعونه ويمشون وراءَه، أو يكون ذَا مالٍ فيتبعونه لمالِه. قال:

  عهدي بقيسٍ وهُمُ خير الأمَمْ ... لا يطؤون قدماً على قَدَمْ


(١) صدره في ديوانه ١٦٠:

وقاهم جدهم ببنى أبيهم.

(٢) ديوان لبيد ٢٠ طبع ١٨٨١.

(٣) بعده في اللسان (عقب):

أو شادن ذو بهجة مريب.

(٤) بياض في الأصل.

(٥) الحديث في اللسان (وطأ ١٩٤)، قال: «وفي حديث عمار أن رجلا وشى به إلى عمر فقال».