معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 84 - الجزء 4

  أي إنَّهم قادةٌ يتبعهم الناس، وليسوا أتباعاً يطؤون أقدامَ مَن تقدَّمهم.

  وأما قول النَّخَعى: «المعتقب ضامنٌ لما اعتَقب» فالمعتقِب: الرجل يَبِيع الرّجُلَ شيئاً فلا ينقُده المشترِى الثّمَن، فيأبَى البائع أن يُسلِّم إليه السّلعة حتى ينقُده، فتضيعَ السّلعةُ عند البائع. يقول: فالضَّمان على البائع. وإنّما سُمِّى معتقباً لأنَّه أتى بشئ بعد البيع، وهو إمساك الشَّئ.

  ويقولون: اعتقبت الشئ، أي حبَستُه.

  ومن الباب: الإعقابة⁣(⁣١): سِمَة مثل الإدبارة، ويكون أيضاً جلدةً معلقة من دُبُر الأذن.

  وأمّا الأصل الآخر فالعَقَبة: طريقٌ في الجبل، وجمعها عِقابٌ. ثمّ رُدّ إلى هذا كلُّ شئٍ فيه عُلوٌّ أو شدّة. قال ابنُ الأعرابىّ: البئر تُطوَى فيُعْقب وَهْىُ أواخِرها بحجارةٍ من خَلْفها. يقال أعقبت الطَّىَّ. وكلُّ طريقٍ يكون بعضُه فوقَ بعض فهي أَعْقاب.

  قال الكسائىّ: المعْقِب: الذي يُعْقب طَىّ البئر: أن يجعل الحصباءَ والحجارةَ الصِّغار فيها وفي خللها، لكي يشدَّ أعقاب الطىّ. قال:

  شدًّا إلى التَّعقيب مِن ورائها

  قال أبو عمرو: العُقَاب: الخزَف الذي يُدخَل بين الآجُرّ في طىِّ البئر لكي تشتدّ.

  وقال الخليل: العُقَاب مرقًى في عُرْض جبل، وهو ناشزٌ. ويقال: العُقاب:


(١) هذه الكلمة مما لم يرد في المعاجم المتداولة.