معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 88 - الجزء 4

  العُقْدَة من الشّجَر: ما اجتمع وثبَتَ أصلُه. ويقال للمكان الذي يكثر شجرُه⁣(⁣١) عُقدة أيضاً. وكلُّ الذي قيل في عُقدة الشَّجَر والنَّبْت فهو عائدٌ إلى هذا ولا معنى لتكثير الباب بالتكرير.

  ويقولون: «هو آلَفُ من غُراب العُقْدة». ولا يطير غُرابها. والمعنى أنّه يجد ما يريده فيها.

  ويقال: اعتقدَت الأرضُ حَيَا سنَتِها، وذلك إذا مُطِرَت حتى يحفِر الحافر الثَّرَى فتذهبَ يدُه فيه حتى يَمَسَّ الأرض بأُذُنه وهو يحفر والثَّرَى جَعْد.

  قال ابنُ الأعرابىّ: عُقَد الدُّورِ والأَرَضِينَ مأخوذةٌ من عُقَد الكلأ؛ لأنَّ فيها بلاغاً وكِفاية. وعَقَد الكَرْمُ، إذا رأيتَ عُودَه قد يَبس ماؤه وانتهى.

  وعَقَدَ الإفطُ. ويقال إنّ عَكَد اللسان، ويقال له عَقَد أيضاً، هو الغِلَظ في وسطه.

  وعَقِد الرّجلُ، إذا كانت في لسانه عُقدة، فهو أعقَدُ.

  ويقال ظبيةٌ عاقدٌ، إذا كانت تَلْوى عنقَها. والأعقد من التُّيوس والظباء:

  الذي في قَرْنه عُقْدة أو عُقَد، قال النَّابغة في الظباء العواقد:

  ويضربن بالأيدي وراءَ بَرَاغِزٍ ... حسانِ الوجوه كالظِّباء العَوَاقِدِ⁣(⁣٢)

  ومن الباب ما حكاه ابن السكّيت: لئيمٌ أعقد، إذا لم يكن سهلَ الخلق.

  قال الطّرِمّاح:

  ولو أنِّى أشاء حَدَوْتُ قولًا ... على أعلامِه المتبيِّناتِ⁣(⁣٣)


(١) في الأصل: «يكتنز شجره»، تحريف. وبدله في المجمل: «ويقال بل هو المكان الكثير الشجر».

(٢) ديوان النابغة ٣٣ واللسان (برغز).

(٣) البيتان مما لم يرو في ديوان الطرماح. انظر ديوانه ١٣٤ - ١٣٥.