معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 89 - الجزء 4

  لأعْقَدَ مُقْرِف الطَّرَفين يَبْنِى ... عشيرتُه له خِزْىَ الحَيَاةِ

  يقال إنّ الأعقد الكلب، شبَّهه به.

  ومن الباب: ناقةٌ معقودة القَرَى، أي مَوَثَّقةُ الظهر. وأنشد:

  مُوَتَّرَة الأنساء معقودة القَرَى ... ذَقُوناً إذا كَلَّ العِتاق المَرَاسِلُ

  وجملٌ عَقْدٌ، أي مُمَرُّ الخَلْقِ. قال النابغة:

  فكيفَ مَزارُها إلّا بعَقْدٍ ... مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ⁣(⁣١)

  ويقال: تعقَّد السَّحابُ، إذا صار كأنّه عَقْد مضروبٌ مبنِىّ. ويقال للرجل:

  «قد تَحلَّلت عُقَده»، إذا سكَن غضَبُه. ويقال: «قد عقد ناصيتَه»، إذا غَضِب فتهيَّأ للشّرّ. قال:

  بأسواط قومٍ عاقدِينَ النَّواصِيا⁣(⁣٢)

  ويقال: تعاقَدت الكلابُ، إذا تعاظَلَت. قال الدريدىّ: «عَقَّدَ فلان كلامَه، إذا عمَّاه وأعْوَصه⁣(⁣٣)». ويقال: إنّ المعقِّد السّاحر. قال:

  يعقِّد سحرَ البابليَّيْنِ طرفُها ... مِراراً وتسقينا سُلافاً من الخَمْرِ

  وإنما قيل ذلك لأنّه يعقِّد السِّحر. وقد جاء في كتاب اللَّه تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ}: من السَّواحر اللواتي يُعقِّدن في الخُيُوط. ويقال إذا أطبق الوادي على قوم فأهلكهم: عقد عليهم.


(١) أنشده في اللسان (عقد).

(٢) لابن مقبل في اللسان (عقد). وصواب إنشاده: «بأسواط قد». وصدره:

أثابوا أخاهم إذ أرادوا زياله.

(٣) الجمهرة (٢: ٢٧٩).