معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 93 - الجزء 4

  ذلك أن يقال للرّجُل القتيل الكبير⁣(⁣١) الخطير: ما رأيتُ كاليوم عَقِيرةً وسْطَ قوم! قال:

  إذا الخَيْل أجلى شاؤها فقد ... عقر خير من يَعقِره عاقر⁣(⁣٢)

  قال الخليل: يقال في الشَّتيمة: عَقْراً له وجَدْعاً. ويقال للمرأة حَلْقَى عَقْرى.

  يقول: عقرها اللَّه، أي عَقَر جسدَها، وحَلَقها، أي أصابها بوجعٍ في حلقها. وقال قوم: تُوصَف بالشُّؤْم، أي إنّها تَحلِق قَومَها وتعقِرهم. ويقال عَقَّرْتُ الرّجل، إذا قلتَ له: عَقْرَى حَلْقى⁣(⁣٣).

  وحُكى عن بعض الأعراب: «ما نتشتُ الرُّقْعة ولا عَقَرتها» أي ولا أتيت عليها. والرُّقعة: الكلأ المتلبِّد⁣(⁣٤). يقال كلؤُها يُنتَش ولا يُعْقَر.

  ويقولون: عُقَرة العلم النِّسيان، على وزن تُخَمة، أي إنّه يَعقِره. وأخلاط الدّواء يقال لها العقاقير، واحدها عَقّار. وسمّى بذلك لأنّه كأنّه عَقَر الجوف. ويقال العَقَر: داءٌ يأخذ الإنسان عند الرَّوع فلا يقدرُ أن يَبرحَ، وتُسْلِمُه رجلاه.

  قال الخليل: سَرْجٌ مِعْقَرٌ، وكلب عَقُور.

  قال ابن السِّكّيت: كلبٌ عَقُورٌ، وسَرْج عُقَرَةٌ ومِعْقَرُ⁣(⁣٥). قال البَعِيث

  ألحَّ على أكتافِهم قَتبٌ عُقَرْ⁣(⁣٦)


(١) في الأصل: «الكثير».

(٢) كذا ورد البيت مضطربا.

(٣) في اللسان: «يحتمل أن يكونا مصدرين على فعلى، بمعنى العقر والحلق، كالشكوى للشكو».

(٤) لم يذكر هذا المعنى في المعاجم المتداولة.

(٥) وعقر أيضا، بضم ففتح كما في إصلاح المنطق ٣١٤.

(٦) أنشد هذا العجز في إصلاح المنطق. وصدره كما في اللسان (لحج، عقر):

ألد إذا لاقيت قوما بخطة.