معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين واللام وما يثلثهما

صفحة 116 - الجزء 4

  فأصبحت ... المذاهبُ قد أذاعت ... بها الإعصارُ بعد الوابِلينا⁣(⁣١)

  أراد المطر بعد المطر، شيئاً غير محدود.

  وقال أيضاً: يقال عُلْيا مضر وسُفْلاها، وإذا قلت سُفْلٌ قلت عُلْىٌ والسماوات العُلَى الواحدة عُلْيا.

  فأمّا الذي يحكى عن أبي زيد: جئت من عَلَيْك، أي من عندك، واحتجاجُه بقوله:

  غَدَت مِن عَلَيْهِ بعد ما تمَّ ظِمْؤُها ... تَصِلُّ وعن قَيضٍ بِزِيزاءَ مَجْهَلِ⁣(⁣٢)

  والمستعلى من الحالبَينِ: الذي في يده الإناء ويحلُب بالأخرى. ويقال المستعلى:

  الذي يحلُب الناقة من شِقِّها الأيسر. والبائن: الذي يَحلبُها من شِقِّها الأيمن.

  وأنشد:

  يبشِّر مستعلياً بائنٌ ... من الحالِبينِ بأنْ لا غِرارَا⁣(⁣٣)

  ويقال: جئتُك من أعلى، ومن عَلا، ومن عالٍ، ومن عَلٍ. قال أبو النَّجم:

  أقَبُّ من تحتُ عريضٌ من عَلِ

  وقد رفعه بعضُ العرب على الغاية⁣(⁣٤)، قال ابنُ رواحة:

  شهِدتُ فلم أكذِبْ بأنَّ محمداً ... رسولُ الذي فوق السماوات من عَلُ


(١) البيت في اللسان (وبل). أذاعت بها: أذهبتها وطمست معالمها.

(٢) البيت لمزاحم العقيلي، كما في اللسان (علا، صلل) والحيوان (٤: ٤١٨) والاقتضاب ٢٤٨ والخزانة (٤: ٢٥٣). وفي الكلام بعده نقص.

(٣) للكميت، كما في اللسان (علا).

(٤) الغاية: الظرف المنقطع عن الإضافة، سمى بذلك لأنه يكون بعد الانقطاع غاية في النطق، كقولة تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}.