(باب الهمزة والميم وما بعدهما في الثلاثي
  وفي المثل: «مِن مَأمّنِه يُؤْتَى الحَذِر». ويقولون: «البَلَوِىُّ أخُوك ولا تأمَنْه(١)» يُراد به التَّحذير.
  وأمَّا التّصديق فقول اللَّه تعالى: {وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا} أي مصدِّقٍ لنا. وقال بعض أهل العلم: إن «المؤمن» في صفات اللَّه تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثَّواب. وقال آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل. ومنه قول النّابغة:
  والمؤمنِ العَائِذاتِ الطَّيرِ يمسحُها ... رُكْبانُ مَكة بين الغِيَلِ والسَّعَدِ(٢)
  ومن الباب الثاني - واللَّهُ أعلمُ - قولنا في الدعاء: «آمين»، قالوا: تفسيره اللهم افْعَل؛ ويقال هو اسمٌ من أسماء اللَّه تعالى. قال:
  تباعَدَ منِّى فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ ... أَمِينَ فزادَ اللَّهُ ما بيننا بُعْدا(٣)
  وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه(٤):
  يا رَبِّ لا تسلِبَنّى حُبَّها أبداً ... ويَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قالَ آمِينَا
(١) البلوى: منسوب إلى بلى، وهم بنو عمرو بن الجاف بن قضاعة، انظر الإنباه على قبائل الرواه ص ١٣٢.
(٢) والمؤمن، بالجر على القسم، أو هو عطف على «الذي» في البيت قبله. وهو كما في الديوان ٢٤:
فلا لعمر الذي مسحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد
وفي الأصل
«... والسند»
صوابه من الديوان. والسعد: أجمة بين مكة ومنى.
(٣) أنشده في اللسان (١٦: ١٦٧) برواية:
«... فطحل إذ سألته»
وعلق عليه بقوله:
أراد زاد اللَّه ما بيننا بعداً. أمين».
(٤) البيت لعمر بن أبي ربيعة، كما في اللسان.