معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

(باب الهمزة والميم وما بعدهما في الثلاثي

صفحة 135 - الجزء 1

  وفي المثل: «مِن مَأمّنِه يُؤْتَى الحَذِر». ويقولون: «البَلَوِىُّ أخُوك ولا تأمَنْه⁣(⁣١)» يُراد به التَّحذير.

  وأمَّا التّصديق فقول اللَّه تعالى: {وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا} أي مصدِّقٍ لنا. وقال بعض أهل العلم: إن «المؤمن» في صفات اللَّه تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثَّواب. وقال آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل. ومنه قول النّابغة:

  والمؤمنِ العَائِذاتِ الطَّيرِ يمسحُها ... رُكْبانُ مَكة بين الغِيَلِ والسَّعَدِ⁣(⁣٢)

  ومن الباب الثاني - واللَّهُ أعلمُ - قولنا في الدعاء: «آمين»، قالوا: تفسيره اللهم افْعَل؛ ويقال هو اسمٌ من أسماء اللَّه تعالى. قال:

  تباعَدَ منِّى فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ ... أَمِينَ فزادَ اللَّهُ ما بيننا بُعْدا⁣(⁣٣)

  وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه⁣(⁣٤):

  يا رَبِّ لا تسلِبَنّى حُبَّها أبداً ... ويَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قالَ آمِينَا


(١) البلوى: منسوب إلى بلى، وهم بنو عمرو بن الجاف بن قضاعة، انظر الإنباه على قبائل الرواه ص ١٣٢.

(٢) والمؤمن، بالجر على القسم، أو هو عطف على «الذي» في البيت قبله. وهو كما في الديوان ٢٤:

فلا لعمر الذي مسحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد

وفي الأصل

«... والسند»

صوابه من الديوان. والسعد: أجمة بين مكة ومنى.

(٣) أنشده في اللسان (١٦: ١٦٧) برواية:

«... فطحل إذ سألته»

وعلق عليه بقوله:

أراد زاد اللَّه ما بيننا بعداً. أمين».

(٤) البيت لعمر بن أبي ربيعة، كما في اللسان.