باب العين والراء وما يثلثهما
  هَزَّتْ قَواماً يَجْهَدُ العَرْضِيَّا ... هَزَّ الجَنوب النَّخلةَ الصَّفِيَّا
  وكلُّ شئ أمكنَك من عَرْضِه فهو مُعْرِض لك، بكسر الراء. ويقال: أعرض لك الظَّبْىُ فارمِهِ، إذا أمكنك من عَرْضه؛ مثل أفقَرَ(١) وأعْوَرَ.
  ومن أمثالهم: «فلانٌ عريض البِطان»، إذا أثْرَى وكثُر مالُه. ويقال:
  ضَرب الفحلُ النّاقَة عِراضاً، إذا ضربها من غير أن يُقادَ إليها. وهذا من قولنا:
  اعترض الشَّئ: أتاه من عُرْض، كأنّه اعتَرضَها من سائر النُّوق. قال الرّاعى:
  نجائبُ لا يُلقَحنَ إلّا يَعارَةً ... عِرَاضاً ولا يُبْتَعْنَ إلّا غواليا(٢)
  وقال اللَّحيانى: لقِحت النّاقةُ عِراضاً، أي ذهبتْ إلى فحلٍ لم تُقَدْ إليه.
  والعارض: السحاب، وقد مضى ذِكرُ قياسه. قال اللَّه تعالى: {قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا}. والعارض من كلِّ شئ: ما يستقبلُك، كالعارض من السَّحاب ونحوه.
  وقال أبو عبيدة: العارض من السَّحاب: الذي يعرِض في قُطرٍ من أقطار السماء من العشىِّ ثم يُصبح قد حَبَا واستَوَى. ويقال له: العانُّ بالتشديد.
  ومن المشتق من هذا قولهم: مرّبى عارضٌ من جَرَاد، إذا ملأ الأفق.
  ولفُلانٍ على أعدائه عُرْضِيَّة، أي صُعوبة. وهذا من قولنا ناقة عُرْضيّة، وقد ذكر قياسه. ويقال: إنَّ التعريض ما كان على ظَهر الإبل من مِيرَة أو زاد. وهذا مشتقٌّ من أنَّه يُعرَض على مَن لعلَّه يحتاج إليه. ويقال: عَرَّضوا من مِيرتكم، أي أطعمونا منها(٣). قال:
(١) أفقر أي أمكن من فقاره. وفي الأصل: «أقفر»، تحريف.
(٢) في الأصل: «ولا يتبعن»، صوابه ما أثبت. وفي اللسان (عرض ٤٨): «ولا يشرين».
(٣) في الأصل: «منه».