معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 279 - الجزء 4

  حَمْراءَ من مُعَرِّضاتٍ الغِرْبانْ⁣(⁣١)

  يصف ناقةً له عليها المِيرَة فهي تتقدَّم الإبل وينفتح ما عليها لسرعتها فتسقط الغربان على أحمالها، فكأنَّها عَرَّضت للغِربان مِيرثَهم⁣(⁣٢). ويقال للإبل التي تبعد آثارُها في الأرض: العُراضات، أي إنها تأخذ في الأرض عَرْضاً فَتِبين آثارُها.

  ويقولون: «إذا طلعت الشِّعرى سَفَراً، ولم تَرَ فيها مَطراً، فأرسل العُرَاضات أثَرا، يبغينك في الأرض مَعْمَرا⁣(⁣٣)».

  ويقال: ناقةٌ عُرْضَةٌ للسَّفر، أي قويّة عليه. ومعنى هذا أنّها لقوَّتها تُعْرَض أبداً للسَّفر. فأمَّا العارضة من النُّوق أو الشّاءِ، فإنها التي تُذبح لشئ يعتريها.

  وقال:

  من شواءٍ ليس مِن عارضةٍ ... بيدَىْ كلِّ هَضومٍ ذي نَفَلْ

  وهذا عندنا مما جُعِل فيه الفاعلُ مكانَ المفعول؛ لأنَّ العارضة هي التي عُرِض لها بمَرَضٍ، كما يقولون: سرٌّ كاتم. ومعنى عُرِض لها أنَّ المرض أعْرَضَها، وتوسَّعُوا في ذلك حتى بنوا الفِعل منسوباً إليها، فقالوا: عَرِضَتْ. قال الشَّاعر⁣(⁣٤):


(١) للأجلح بن قاسط، كما في اللسان (عرض). وقال ابن برى: «وهذان البيتان في آخر ديوان الشماخ». قلت: هما في أخرياته ص ١١٦ منسوبان إلى الجليح بن شميذ رفيق الشماخ.

وقد نسب في مشارف الأقاويز ٢٠٩ إلى الجعيل. وأنشده في الحيوان (٣: ٤٢٠) والمخصص (٤: ١٧/ ٧: ١٣٧). وقبله:

يقدمها كل علاة عليان.

(٢) في الأصل: «فميرتهم».

(٣) السجع برواية أخرى في المقاييس (أمر) ومجالس ثعلب ٥٥٨.

(٤) هو خمام بن زيد مناة اليربوعي، كما في اللسان (جبب). وأنشد البيت في اللسان (عرض، وشق) بدون نسبة.