باب العين والراء وما يثلثهما
  لعرقٍ ظالمٍ حَقٌّ».
  فهو مَثَل. قال العلماء: العُروق أربعة: عرقان ظاهران، وعرقان باطنان. فالظاهران: الغَرس والبناء، والباطنان البئر والمعْدن. ومعنى العِرق الظَّالم أن يجئ الرّجُل إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبلَه فيغرسَ فيها غَرساً أوْ يُحدِثَ شيئاً يستوجب به الأرض.
  والعِرق: نباتٌ أصفر. ومن أمثالهم: «فلانٌ مُعْرق [له] في الكَرم»، أي له فيه أصلٌ وسِنْخ. وقد عَرَّق فيه أعمامُه وأخواله تعريقاً، وأعرقوا فيه أعراقا.
  وقد أعْرقَ فيه أعراقُ العَبيد، إذا خالطه ذلك وتخلَّق بأخلاقهم. ويقال: تدارَكَه أعراقُ خَيرٍ وأعراقُ شَرٍّ. قال الشّاعر:
  جرى طَلَقاً حتَّى إذا قيل سابقٌ ... تداركَه إعراقُ سَوْءٍ فَبَلّدا(١)
  والعَريق من الخَيل والنَّاس: الذي له عِرقٌ في الكَرم. وفلانٌ يُعارِقُ فلاناً، أي يُفاخِره، ومعناه أن يقول: إنَّنا * أكْرم عِرقاً. ويقال: «عِرقٌ في بنات صَعْدة» وهي الحُمُر الأهليّة. وقول عِكراش بن ذُؤيب: «أتيته بإبلٍ كأنّها عُروق الأرْطى» أراد أنّها حُمْر، لأنَّ عُروقَ الأرطى حُمر، وحُمْر الإبل كرائمها. قال:
  يُثير ويُبدِى عن عُروقٍ كأنّها ... أعنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطّ وتُبْشَرُ(٢)
  وصف ثوراً يَحفِر كِناساً تحت أرْطَى.
  والأصل الثالث. كشط اللَّحم عن العظم. قال الخليل: العُراق: العظم الذي قَد أُخِذَ عنه اللَّحم. قال:
  فألقِ لكلبك منه عُرَاقا
(١) أنشده في اللسان (عرق).
(٢) كذا ورد البيت في الأصل.