معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 286 - الجزء 4

  لعرقٍ ظالمٍ حَقٌّ».

  فهو مَثَل. قال العلماء: العُروق أربعة: عرقان ظاهران، وعرقان باطنان. فالظاهران: الغَرس والبناء، والباطنان البئر والمعْدن. ومعنى العِرق الظَّالم أن يجئ الرّجُل إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبلَه فيغرسَ فيها غَرساً أوْ يُحدِثَ شيئاً يستوجب به الأرض.

  والعِرق: نباتٌ أصفر. ومن أمثالهم: «فلانٌ مُعْرق [له] في الكَرم»، أي له فيه أصلٌ وسِنْخ. وقد عَرَّق فيه أعمامُه وأخواله تعريقاً، وأعرقوا فيه أعراقا.

  وقد أعْرقَ فيه أعراقُ العَبيد، إذا خالطه ذلك وتخلَّق بأخلاقهم. ويقال: تدارَكَه أعراقُ خَيرٍ وأعراقُ شَرٍّ. قال الشّاعر:

  جرى طَلَقاً حتَّى إذا قيل سابقٌ ... تداركَه إعراقُ سَوْءٍ فَبَلّدا⁣(⁣١)

  والعَريق من الخَيل والنَّاس: الذي له عِرقٌ في الكَرم. وفلانٌ يُعارِقُ فلاناً، أي يُفاخِره، ومعناه أن يقول: إنَّنا * أكْرم عِرقاً. ويقال: «عِرقٌ في بنات صَعْدة» وهي الحُمُر الأهليّة. وقول عِكراش بن ذُؤيب: «أتيته بإبلٍ كأنّها عُروق الأرْطى» أراد أنّها حُمْر، لأنَّ عُروقَ الأرطى حُمر، وحُمْر الإبل كرائمها. قال:

  يُثير ويُبدِى عن عُروقٍ كأنّها ... أعنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطّ وتُبْشَرُ⁣(⁣٢)

  وصف ثوراً يَحفِر كِناساً تحت أرْطَى.

  والأصل الثالث. كشط اللَّحم عن العظم. قال الخليل: العُراق: العظم الذي قَد أُخِذَ عنه اللَّحم. قال:

  فألقِ لكلبك منه عُرَاقا


(١) أنشده في اللسان (عرق).

(٢) كذا ورد البيت في الأصل.