معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 287 - الجزء 4

  فإذا كان العظم بلحمه فهو عَرْق. ويقال: العُراق جمع عَرق، كما يقال ظِئر وظُؤار⁣(⁣١). ويقال في المثل: «هو ألْأَم من كلبٍ على عَرْق». قال ابن الأعرابىّ:

  جمع عَرْق عِرَاق. وأنشَد:

  يَبيت ضَيفِى في عِراقٍ مُلْسِ ... وفي شَمُولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ⁣(⁣٢)

  مُلْس، يعنى الودكَ والشَّحم. والنَّحْس: الرِّيح. يقال: عَرَقت العظم وأنا أعْرُقُه، واعترقْتُه وتعرّقتُه، إذا أكلتَ ما عليه [من] اللحم. ويقال: أعطِنِى عَرْقاً⁣(⁣٣) أتعرَّقهُ، أي عظماً عليه اللحم. وفلانٌ مُعتَرَقٌ، أي مهزول، كأنَّ لحمَه قد اعتُرِق. قال:

  غولٌ تَصَدَّى لسَبَنْتًى مُعْتَرِقْ

  وقال:

  قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملُنِى ... جَرداءُ معروقَةُ اللَّحيين سُرْحوبُ⁣(⁣٤)

  يصف الفرس بقلّة اللحم على وجهه، وذلك أكْرَمُ له. قال الكِسائىّ: فمٌ مُعْرَق: قليلُ الرِّيق. ووجهٌ معروق: قليل اللَّحم.

  والأصل الرّابع: الامتداد والتَّتابع في أشياءَ يتبع بعضُها بمضاً. من ذلك


(١) انظر اللسان (عرق ١١٥).

(٢) أنشده في اللسان (عرق، نحس).

(٣) في الأصل: «عروقا»، تحريف.

(٤) البيت لعمران بن إبراهيم الأنصاري، كما في حاشية الدمنهورى على متن الكافي. وأنشده في اللسان (عرق) بدون نسبة. وانظر ما كتب في حواشي الجزء الأول من تهذيب اللغة ص ٢٢٤.