معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 288 - الجزء 4

  العَرَقة، والجمع عَرَقات، وذلك كلُّ شئ مضفور أو مصطفٍّ. وإذا اصطفَّت الطّيرُ في الهواء فهي عَرَقة، وكذلك الخيل. قال طُفيل:

  كأنّه بعدَ ما صَدَّرْن من عَرَقٍ ... سِيدٌ تَمَطّر جُنحَ اللَّيل مبلولُ⁣(⁣١)

  والعَرَقة: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص قبل أن يُجعَل منها زَبيل. وسمِّى الزَّبيل عَرَقاً لذلك. ويقال عَرَقة أيضاً. قال أبو كبير:

  نَغْدو فنَترُك في المَزَاحف مَن ثوى ... ونُمِرُّ في العَرَقات مَن لم يُقتَلِ⁣(⁣٢)

  يعنى نأسِرهم فنشدُّهم في العَرَقات، وهي النُّسوع.

  ويقال لآثار الخَيل المصطفة عَرَقة. والعَرَقة: طُرَّة تُنسَج ثم تخاط على شَقَّة، الشُّقة التي للبيت. وقال ابنُ الأعرابىّ: العَرَقة: جماعةٌ من الخيل والإبل القائمة على سَطر⁣(⁣٣). فأمَّا عِرَاق المَزَادة والرَّاوية فهو الخَرْز الذي في أسفلها، والجمع عُرُق.

  وذلك عندنا ممّا ذكرناه من الامتداد والتَّتابُع. قال ابن أحمر:

  من ذي عِرَاق نِيطَ في جَوْزِها ... فهو لطيفٌ طَيُّه مُضْطَمِرْ

  وقال آخر:

  تَضحك عن مِثل عِراق الشَّنَّهْ

  ومن هذا الباب: العِرَاق، وهو عند الخليل شَاطئ البحر. وسمِّيت العِراقُ


(١) البيت مما لم يرو في ديوان طفيل. وهو في اللسان (عرق، مطر) برواية: كأنهن وقد صدرن من عرق». ولم ينسبه في الموضع الثاني. وأنشده في (صدر) أيضاً برواية المقاييس.

(٢) وكذا روايته في ديوان الهذليين (٢: ٩٦). وفسره السكرى بقوله: «نمر، يقول:

نوثق». وفي اللسان (عرق): «ونقر».

(٣) في الأصل: «شطر».