معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرك

صفحة 289 - الجزء 4

  عِراقاً لأنَّه على شاطئ دِجلةَ والفرات عِدَاءً حتَّى يتَّصل بالبحر. والعِراق في كلام العرب: شاطئ البَحْر على طُوله.

  ومن هذا الباب: العِراق، وهو ما أحاط بالظُّفُر من اللَّحم. قال الدُّريدى:

  «سمِّيت العِراق لأنَّها استكفَّتْ أرضَ العرب⁣(⁣١)»، أي صارت كالكِفاف لها. وذُكر عن أبي عمرو بن العلاء أنّ العِراق مأخوذ من عروق الشّجر، وهي مَنابِت الشَّجر. والعِراقان: الكوفة والبصرة. وقال الأصمعىّ: العِراق كلُّ موضعِ ريفٍ. قال جرير:

  نَهْوَى ثرى العِرْق إذْ لم نلقَ بعدكُمُ ... كالعرق عِرقاً ولا السُّلَّانِ سُلَّانا

  ويقال: أعرَقَ الرَّجل وأشأمَ، أي أتَى العِراقَ والشَّام. قال الممزَّق:

  فإن تُنْجِدُوا أُتْهِمْ خلافاً عليكُم ... وإن تُعْمِنُوا مُستحقِبِى الشَّرِّ أُعرِقِ⁣(⁣٢)

  وأمَّا عَرْقُوَة [الدَّلوف⁣(⁣٣)] الخشَبَة المعروضةُ عليها.

عرك

  العين والراء والكاف أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على دَلْكٍ وما أشبَهَه من تمريس شئ بشئ أو تمرُّسِه به. قال الخليل: عركتُ الأديمَ عَرْكاً، إذا دَلكتَه دلْكاً. وعركت القومَ في الحربِ عَركاً. قال زهير:


(١) الجمهرة: (٢: ٣٨٤).

(٢) سبق الكلام على البيت وتخريجه في (تهم، عمن).

(٣) تكملة يقتضيها الكلام. وفي المجمل: «والعرقوة: الخشبة المعروضة على الدلو».