معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرك

صفحة 290 - الجزء 4

  فَتعرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بثَفَالها ... وتَلْقَح كِشَافاً ثم تَحمِل فتُتْئِمِ⁣(⁣١)

  ومن الباب: اعترك القومُ في القتال، وذلك تمرُّسُ بعضِهم ببعضٍ وعَرْكُ بعضِهم بعضاً، * وذلك المكانُ مُعْترَك ومُعتَرَكةٌ. وقال الخليل: رجلٌ عَرِكٌ وقوم عَرِكون، وهم الأشِدَّاء في الصَّراع.

  ومن الباب - وإنّما زِيد في حروفه ابتغاءَ زيادةٍ في معناه - قولُهم: عَرَكرَكٌ، أي غليظ شديدٌ صَبور. قال:

  لا تَشهدِ الوِردَ بكلِّ حائِر ... إلّا بفَعْم المَنكِبين حادرِ

  عَركْركٍ يملأُ عينَ النّاظر

  ويقال: رجلٌ عَرِكٌ: حِلْسٌ لا يبرح القِتال. وعَريكة البَعير: سَنامُه، وذلك أنَّ الحِمْل يَعْرُكه. قال ذو الرُّمَّة:

  خِفافُ الخُطى مُطْلَنْفئات العرائكِ⁣(⁣٢)

  مُطْلَنْفئة: لاصقة بالأرض. ويقال: ناقة عَرُوك، مثل اللَّموسُ⁣(⁣٣)، وذلك إذا كان عليها وَبَر فلا يُرى طرْقُها تحت الوَبَر حتى يُلْمَس. وعَرَكْت الشّاةَ أيضاً، إذا جَسَستَها⁣(⁣٤). قال: ولا تكون المرَّة والمرَّتانِ عَرَكاً، وإنّما يكون ذلك إذا


(١) البيت من معلقته المشهورة.

(٢) أنشد هذا العجز في اللسان (عرك). وصدره كما في ديوان ذي الرمة ٤٢٦:

إذا قال حادينا أيا عسجت بنا

وفي الأصل: «خطاف الخطى»، صوابه فيهما.

(٣) بدلها في اللسان: «الشكوك»، وقال: «وهي التي يشك في سنامها أبه شحم أم لا».

(٤) في الأصل: «حبستها»، تحريف.