معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أوس

صفحة 156 - الجزء 1

  فقال عمرو بن المنذر: يا زُرارةُ [ما تقول؟⁣(⁣١)]. قال: كذب، وقد علمتَ عداوته لي، قال: صدقْتَ. فلما جَنَّ عليه اللّيلُ اجلَوَّذَ⁣(⁣٢) زُرارة ولحق بقومه، ثم لم يلبث أن مرِض ومات، فلمّا بلغ عَمراً موتُه غزا بنى دارم، وكان حَلَفَ ليقتُلنَّ منهم مائةً، فجاء حتَّى أناخ على أُوارة وقد نَذِرُوا وفرّوا⁣(⁣٣)، فقتل منهم تسعةً وتسعين، فجاءه رجلٌ من البراجم شاعر ليمدحَه، فأخذَهُ فقتله ليُوَفِّىَ به المائةَ، وقال: «إنّ الشقىّ وافِدُ البَرَاجم». وقال الأعشى في ذلك:

  ونَكُونُ في السَّلفِ الموا ... زِى مِنقراً وبنى زرارة⁣(⁣٤)

  أبناءَ قَومٍ قُتِّلُوا ... يومَ القُصَيبةِ من أُوَارَهْ

  والأُوَار: المكانُ⁣(⁣٥). قال:

  مِن اللائِى غذِينَ بغير بُؤْسٍ ... مَنَازِلُها القَصِيمةُ فالأُوَارُ⁣(⁣٦)

أوس

  الهمزة والواو والسين كلمة واحدة، وهي العطيّة.

  وقالوا أُسْتُ الرّجُلَ أَؤُوسُه أَوساً أعطيته. ويقال الأُوْس العِوَض. قال الجعدىّ:

  ثلاثةَ أهْلين أفنَيْتُهُمْ ... وكان الإِله هو المستآسا⁣(⁣٧)


(١) التكملة من كامل ابن الأثير.

(٢) اجلوذ اجلواذا: أسرع.

(٣) يقال أنذره إنذارا أعلمه، فنذر هو كعلم وزنا ومعنى.

(٤) في الأصل:

«ويكون في الثلف.. .»

صوابه من ديوان الأعشى ١١٥ ومعجم البلدان (٧: ١١٥): وفي معجم البلدان:

«وتكون.. .»

وكذا في كامل المبرد ٩٧:

«وتكون في الشرف.. .».

وقبل هذا البيت بيتين:

لسنا نقاتل بالعصى ولا ترامى بالحجارة.

(٥) الوجه: «مكان».

(٦) البيت لبشر بن أبي خازم في المفضليات (٢: ١٣٩). وفي الأصل: «القصيبة» صوابه من المفضليات ومعجم البلدان (الأوار، قصيبة). وعلة التحريف التباسه بما مضى في شعر الأعشى.

(٧) سبق الكلام على البيت في مادة (أهل).