معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فرم

صفحة 497 - الجزء 4

  لإصلاحه. قال ابن السِّكِّيت: فَرَى، إذا خَرَز. وأفريتُه، إذا أنتَ قَطَعْتَه للإفساد⁣(⁣١). قال في الفَرْى:

  ولأنْتَ تفرِى ما خلقت وبع ... ضُ القومِ يَخلُقُ ثم لا يَفْرِى⁣(⁣٢)

  ومن الباب: فلانٌ يَفْرى الفرىَّ، إذا كان يأتي بالعَجَب، كأنَّه يَقْطع الشّئَ قطعاً عَجَبا. قال:

  قد كنتِ تَفرِينَ به الفَريَّا⁣(⁣٣)

  أي كنتِ تُكْثرين فيه القولَ وتعظِّمينه. ويقال: فَرَى فلانٌ كذِباً يَفرِيه، إذا خَلَقَه. وتفرَّتِ الأرضُ بالعُيون: انبجَسَتْ. والفَرَى: الجَبَان⁣(⁣٤)، سمِّى بذلك لأنَّه فُرِى عن الإقدام، أي قُطِع. والفَرَى أيضاً: مِثلُ الفَرِىّ، وهو العَجَب. والفَرَى: البَهْت وَالدَّهَش، يقال فَرِىَ يَفْرَى فَرًى. قال الشَّاعر⁣(⁣٥):

  وفَرِيتُ من فَزَعٍ فلا ... أَرمِى وقد ودَّعْت صاحبْ⁣(⁣٦)

  ومن الباب الفَرْوة التي تُلبَس. وقال قومٌ: إنَّما سمِّيت فَروةً من قياس آخَر، وهو التَّغطية، لذلك سمِّيت فَرْوةُ الرَّأس، وهي جلدتُه. ومنه الفَرْوة، وهي الغِنى


(١) في الأصل: «للإنسان» وفي المجمل: «إذا أنت أفسدته».

(٢) زهير في ديوانه ٩٤ واللسان (خلق، فرى)، وقد سبق منسوباً في (خلق).

(٣) لزرارة بن صعب، كما في اللسان (فرى).

(٤) الفرى، بهذا المعنى، مما فات المعاجم المتداولة، وذكره في المجمل.

(٥) هو الأعلم الهذلي، كما في المجمل ولسان العرب (فرا) وديوان الهذليين (٢: ٧٨).

(٦) وكذا جاءت روايته في المجمل. وفي اللسان: «من جزع». وفي اللسان والديوان:

«ولا ودعت».