معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كع

صفحة 130 - الجزء 5

  كان الأصمعيُّ يقول: كلُّ ما استطالَ فهو كُفّة بضم الكاف⁣(⁣١) [نحو كُفّة⁣(⁣٢)] الثَّوب ونحوه وهو حاشيته، وإنّما [قيل لها] كفّة لأنّها مكفوفة، وكذلك كُفّة الرَّمل⁣(⁣٣). قال: وكلُّ ما استدارَ فهو كفّة، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصَّائد، وهي حِبالتُه. والكلمتان وإن اختلفتا في الذي قاله الأصمعىُّ فقياسهما واحد. والمكفوف:

  الأعمى. فأمَّا الكِفَف في الوَشْم، فهي داراتٌ تكون فيه. ويقال: استكفَّ القومُ حولَ الشيء، إذا دارُوا به ناظِرِينَ إليه. قال ابن مقيل:

  ... بَدَا والعيونُ المستكِفَّةُ تلمحُ⁣(⁣٤) ...

  فأما قول حُمَيد:

  ... إلى مستكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ⁣(⁣٥) ...

  فقال قوم: هي العُيون. وقال قوم: هي إبلٌ مجتمعة. والغُروب: الظِّلال.

  واستكففتُ الشَّيءَ، وهو أن تضَعَ يَدَك على حاجِبيك كالذي يَستظِلُّ من الشَّمس ينظرُ إلى شيء هل يَراه، وإنَّما سُمِّيَ استكفافاً لوَضْعِه كفَّهُ على حاجبه. ويقولون:

  لقيتُه كَفَّةً كَفَّةً، إذا فاجأتَه، كأنَّ كفَّكَ مسَّتْ كَفَّه. واللَّه أعلم بالصواب.


(١) بعده في الأصل: «لأنها مكفوفة»، كلام مقحم.

(٢) تكملة يقتضيها الكلام. وفي المجمل: «نحو كفة الرمل والثوب».

(٣) في الأصل: «الرمث».

(٤) صدره كما في اللسان (كفف):

... إذا رمقته من معد عمارة ... .

(٥) صدره كما في ديوان حميد ٥٦، واللسان (كفف):

... ظللنا إلى كهف وظلت ركابنا ... .