معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الباء والراء وما معهما في الثلاثي

صفحة 223 - الجزء 1

  فإذا جعلتُ ... فارسَ دونَكُمْ ... فارْعُدْ هُنالِكَ ما بدا لَكَ وابرُقِ⁣(⁣١)

  أبو حاتم عن * الأصمعىّ: بَرَقت السَّماءُ، إذا جاءَتْ ببرقٍ. وكذلك رعدت، وبَرَق الرّجُل ورَعَد. ولم يعرف الأصمعىُّ أَبْرَقَ وأَرعَدَ. وأنشد:

  يا جَلَّ ما بَعدَتْ عليكَ بلادُنا ... فابرُق بأرضِكَ ما بَدَا لك وارْعُدَ⁣(⁣٢)

  ولم يلتفت إلى قول الكُميت:

  أبرق وأرْعِدْ يا يزي ... د ... . . . . . .

  قال أبو حاتم: وقد أخبرنا بها أبو زيدٍ عن العرب. ثم إنّ أعرابيًّا أتانا من بنى كلاب وهو محرِم. فأردنا أن نسأله فقال أبو زيد: دَعُونى أتولَّى مسألتَه فأنا أرفَقُ به. فقال له: كيف تقول إنّك لتُبْرق وتُرْعِد؟ فقال: في الخجيف؟ يعنى التهدُّد.

  قال: نعم⁣(⁣٣). قال: أقول إنّك لتُبرِق وتُرْعد. فأخبرتُ به الأصمعىَّ فقال: لا أعرف إلَّا بَرَق ورَعَد.

  ومن هذا الأصل⁣(⁣٤) قال الخليل: أبرَقَت النّاقةُ إذا ضربَتْ ذَنبهَا مرّةً على فَرْجها، ومرّة على عجُزِها، فهي بَرُوقٌ ومُبْرِق. قال اللِّحيانى: يقال للنّاقة إذا شالت ذنبهَا كاذبةً وتلقّحت وليست بلاقِح: أبرقت النّاقة فهي مُبْرِقٌ وبُروقٌ. وضدُّها المِكْتَام.


(١) كذا ورد البيت بنقص كلمة قبل «فارس» ولعله «ديار فارس» أو «بلاد فارس».

(٢) البيت لابن أحمر، كما في اللسان (جلل، برق، رعد): وجل ما بعدت، أي ما أجل ما بعدت.

(٣) كلمة «فأخبرت» وردت في الأصل قبل «فقال في الخجيف» وهنا موضعها. وانظر الاشتقاق ٢٦٥. والمخصص (١٤: ٢٢٨) حيث ساق القصة في وضوح وتفصيل.

(٤) في الأصل: «وعن علي هذا الأصل».