معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

برج

صفحة 238 - الجزء 1

برج

  الباء والراء والجيم أصلان: أحدهما البُروز والظُّهور، والآخر الوَزَرُ والملجأ. فمن الأوّل البَرَج وهو سَعَة العين في شدّةِ سوادِ سَوادِها وشدّة [بياض] بَياضها، ومنه التَّبرُّج، وهو إظهار المرأةِ مَحاسِنَها.

  والأصل الثاني البُرْجُ واحِدُ بُروجِ السَّماء. وأصل البُرُوجِ الحُصونُ والقُصور قال اللّه تعالى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}. ويقال ثوبٌ مُبَرَّجٌ إذا كان عليه صور البُرُوج.

برح

  الباء والراء والحاء أصلانِ يتفرَّع عنهما فروعٌ كثيرة. فالأول:

  الزَّوال والبروزُ والانكِشاف. والثاني: الشِّدَّة والعِظَم وما أشبههُما.

  أمَّا الأول فقال الخليل: بَرَحَ يَبْرَحُ بَرَاحا إذا رَامَ مِن موضِعِه، وأبرحته أنا. قال العامرىّ: يقول الرّجُل لِراحلتِه إذا كانت بطيئةً: لا تَبْرَحُ بَرَاحاً يُنْتفَعُ به. ويقول: ما برِحْتُ أفْعَلُ ذلك، في معنى ما زِلْت. قال اللّه تعالى حكاية عمَّن قال: {لَنْ نَبْرَحَ} عَلَيْهِ عاكِفِينَ أي لن نَزَالَ. وأنشد:

  فأبْرَحُ مَا أَدَامَ اللّهُ قَوْمى ... بِحَمْدِ اللّهِ مُنْتَطِقاً مُجِيدَا⁣(⁣١)

  أي لا أزال. ومُجيدٌ: صاحبُ فرسٍ جَواد؛ ومُنْتطقٌ: قد شَدّ عليه النِّطاق.

  ويقول العرب: «بَرِحَ الخَفَاء» أي انكشَفَ الأمر. وقال:

  ... بَرَحِ الخفاءُ فما لَدَىَّ تجلُّد⁣(⁣٢) ...

  قال الفرّاء: وبَرَح بالفتح أيضاً، أي مضى، ومنه سُمِّيت البارحة. قالوا:


(١) البيت لخداش بن زهير كما في اللسان (١٢: ٣٣٢)، ورواية عجزه في (نطق) واللسان أيضاً:

... على الأعداء منتطقاً مجيدا ... .

(٢) يقال فيه برح، بفتح الراء وكسرها. وهذا الشطر في اللسان (٣: ٢٣٢).