معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

(باب الباء والقاف وما يثلثهما في الثلاثي)

صفحة 279 - الجزء 1

  وممّا حمل على هذا الباب قولهم في العيال البقرة، يقال جاء فلان يسوق بقرة، أي عيالا كثيرا. وقال يونس: البقرة المرأة.

  وأمّا الأصل الثّانى فالتبقّر التوسّع والتفتّح، من بقرت البطن. قال الأصمعىّ:

  تبقّر فلان في ماله أي أفسده. وإليه يذهب

  في حديثه : «أنّه نهى عن التّبقّر في الأهل والمال⁣(⁣١)».

  قال الأصمعىّ: يقال ناقة بقير، للتي يبقر بطنها عن ولدها. وفتنة باقرة كداء البطن⁣(⁣٢). والمهر البقير الذي تموت أمّه قبل النّتاج فيبقر بطنها فيستخرج.

  قال أبو حاتم للمهر إذا خرج من بطن أمّه وهو في السّلا والماسكة، فيقع بالأرض جسده: هو بقير؛ وضدّه السّليل.

  ومن هذا الباب قولهم: بقّروا ما حولهم، أي حفروا؛ يقال: كم بقّرتم لفسيلكم. والبقّيرى لعبة لهم، يدقدقون دارات مثل مواقع الحوافر. وقال طقيل:

  وملن فما تنفكّ حول متالع ... لها مثل آثار المبقّر ملعب⁣(⁣٣)

  ومنه قول الخضرىّ:

  نيط بحقويها جميش أقمر ... جهم كبقّار الوليد أشعر⁣(⁣٤)


(١) ويذهب أيضا إلى أن التبقر في هذا الحديث بمعنى الكثرة والسعة.

(٢) في اللسان: «قال أبو عبيد: ومن هذا حديث أبي موسى، حين أقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان ¥ فقال: إن هذه الفتنة باقرة كداء البطن، لا يدرى أنى يؤتى له. إنما أراد أنها مفسدة للدين، ومفرقة بين الناس، ومشتتة أمورهم».

(٣) البيت في ديوانه ٢٢ واللسان (٥: ١٤٢) برواية:

«أبنت فما تنفك.. .».

(٤) البيتان في اللسان (٥: ١٤٢). والجميش: المحلوق.