معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بكت

صفحة 288 - الجزء 1

  الفرّاء: أبْكَرَ السَّحاب وبَكَرَ، وَبَكَّرَ، وبكَرَتِ الشجرة وأبكرت وبكَّرَت⁣(⁣١) تبكِّرُ تبكيراً وبَكَرَتْ بُكُوراً، وهي بَكورٌ، إذا عَجَّلَتْ بالإِثمار واليَنْع، وإذا كانت عادتُها ذاك فهي مِبْكار، وجمع بَكُورٌ بُكُر. قال الهُذَلىّ⁣(⁣٢):

  ذلكَ ما دِينُكَ إذْ جُنِّبَتْ ... في الصُّبْحِ مِثْلَ البُكُرِ المُبْتِلِ⁣(⁣٣)

  والتَّمَرَةُ باكورةٌ، ويقال هي البَكيرةُ والبَكائِرُ. ويقال أرضٌ مِبْكَارٌ، إذا كانت تنْبِتُ في أوَّلِ نبات الأرض. قال الأخطل:

  ... غَيْثٌ تَظَاهَرَ في مَيْثَاءَ مِبكارِ⁣(⁣٤) ...

  فهذا الأصلُ الأوّل، وما بعده مشتقٌّ منه. فمنه البَكْر من الإِبل، ما لم يَبْزُلْ بَعْدُ، وذلك لأنَّه في فَتَاءِ سِنِّهِ وأوّلِ عُمْرِه، فهذا المعنى الذي يجمَعُ بينه وبين الذي قبله، فإِذا بَزَلَ فهو جَمَلٌ. والبَكْرَةُ الأنثىَ، فإِذا بَزَلَتْ فهي ناقة.

  قال أبو عبيدة: وجمعه بِكار، أو أدنى العدد ثلاثة أبْكرُ. ومنه المثل:

  «صَدَقنِى سِنُّ بَكْرِه⁣(⁣٥)». وأصلُه أنَّ رجلًا ساوَمَ آخر ببَكْرٍ أراد شِرَاءَه وسأل البائع عن سِنِّه، فأخْبَرَه بغير الصِّدق فقال: بَكْرٌ - وكان هَرِماً - فَفَرَّهُ المشترى، فقال: «صَدَقنِى سِنُّ بَكْرِهِ».

  قال التميمىّ: يسمَّى البَعير بَكْراً من لَدُنْ يُرْكَب إلى أن يَرْبِع، والأُنثى بَكرَةٌ. والقَعُود البَكْر. قال: ويقول العَرَب: «أرْوَى مِنْ بَكْرِ هَبَنَّقَةَ»


(١) في الأصل: «وابتكرت»:

(٢) هو المتنخل الهذلي، كما أسلفت في حواشي ص ١٩٥.

(٣) انظر رواية البيت فيما سبق ص ١٩٦. وفي الأصل: «المبتلى»، تحريف.

(٤) صدره كما في الديوان ١١٤:

... أو مقفر خاضب الأظلاف جادله ... .

(٥) يروى بنصب «سن» بتضمين صدق معنى عرفني تعريفا، ويكون المثل تهكميا، ويروى يرفع «سن» على أنه فاعل. انظر أول باب الصاد في أمثال الميداني، واللسان (صدق).