معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة في الذي يقال له المضاعف

صفحة 24 - الجزء 1

  وأم كلْبَةٍ الحمَّى. ففيه

  قول النبي لزيدِ الخيل:

  «أَبْرَحَ فَتًى إِنْ نجا مِنْ أُمِّ كَلْبة».

  وكذلك أُمُّ مِلْدَم⁣(⁣١). وأُمُّ النُّجوم السَّماءَ. قال تأبَّط شرًّا:

  يرى الوَحْشَةَ الأُنْسَ الأَنيسَ ويهتدِى ... بجيث اهتدت أُمُّ النُّجومِ الشَّوابِكِ

  أخبرنا أبو بكرٍ بن السُّنِّى⁣(⁣٢)، أخبرنا الحسين بن مسبّح، عن أَبى حنيفة قال: أُمُّ النجوم المجرّة، لأَنَّه ليس مِنْ السماء بقعَةٌ أَكثرَ عدَدَ كواكبَ منها. قال تأبَّط شرًّا. وقَدْ ذكَرنا البَيت. وقال ذو الرُّمَّة:

  بُشعثٍ يَشُجُّون الفَلَا فِى رؤوسِه ... إِذا حَوَّلَت أُمُّ النُّجومِ الشَّوابِكِ

  حوَّلت يريدُ أَنَّها تنحرِف. وأُمُّ كفاتٍ: الأَرض. وأُمُّ القُراد، في مؤخّر الرُّسغ فوق الخُفِّ، وهي التي تجتمع فيها القِرْدان كالسّكُرُّجة.

  قال أبو النَّجم:

  ... للأَرض مِنْ أُمِّ القُرادِ الأَطحلِ⁣(⁣٣) ...


(١) في الأصل: «أم مدرم» تحريف. وفي اللسان: «أم ملدم كنية الحمى. والعرب تقول: قالت الحمى: أنا أم ملدم، آكل اللحم وأمص الدم». وفي ثمار القلوب ٢٠٦:

«قال أصحاب الاشتقاق: هي مأخوذة من الدم، وهو ضرب الوجه حتى يحمر». ويقال أيضاً «أم ملذم» بالذال المعجمة. انظر المزهر (١: ٥١٥ - ٥١٦) والمخصص (١٣: ١٨٨).

(٢) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط السنى الحافظ الدينوري يروى عن ابن أبي عروبة والنسائي، وروى عنه أبو بكر بن شاذان. انظر أنساب السمعاني ٣١٥. وحفيده روح بن محمد بن أحمد يروى عن ابن فارس، كما في الأنساب.

(٣) انظر الحيوان (٥: ٤٤٤) حيث أنشد البيت؛ وفسر أم القراد بأنه يقال للواحدة الكبيرة من القردان.