معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خلف

صفحة 210 - الجزء 2

  ومن الباب خَلَعَ السُّنْبُلُ، إذا صار له سَفاً، كأنّه خلعَه فأخرجَه. والخليع:

  الذي خَلعه أهلُه، فإِنْ جَنَى لم يُطْلَبُوا بجِنايته، وإنْ جنِىَ عليه لم يَطْلُبوا به.

  وهو قوله:

  ووادٍ كجوف العَيْرِ قفرٍ قطعتُه ... به الذّئبُ يعوِى كالخليع المُعيَّلِ⁣(⁣١)

  والخليع: الذِّئبُ، وقد خُلِع أىّ خَلْعٍ! ويقال الخليع الصائد. ويقال:

  فلانٌ يتخلَّعُ في مِشيتِه، أي يهتزُّ، كأنَّ أعضاءَه تريد أن تتخلَّع⁣(⁣٢). والخالع داءٌ يُصِيب البعير. يقال به خالعٌ، وهو الذي إذا بَرَك لم يقدِرْ على أن يثُور.

  وذلك أنَّه كأنَّه تخلَّعت أعضاؤُه حتَّى سقطت بالأرض. والخَوْلَع: فَزَعٌ يعترِى الفُؤادَ كالمسِّ؛ وهو قياسُ الباب، كأنَّ الفؤادَ قد خُلِع. ويقال قد تخالَعَ القومُ، إذا نَقَضُوا ما كان بَينهم من حِلْف.

خلف

  الخاء واللام والفاء أصولٌ ثلاثة: أحدُها أن يجئَ شئٌ شئِ يقومُ مقامَه، والثاني خِلاف قُدَّام، والثالث التغيُّر

  فالأوّل الخَلَف. والخَلَف: ما جاء بعدُ. ويقولون: هو خَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه. وخَلَف سَوْءٍ من أبيه. فإذا لم يذكُروا صِدقاً ولا سَوْءًا قالوا للجيِّد خَلَف وللردىِّ خَلْف. قال اللَّه تعالى: {فَخَلَفَ} مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ *. والخِلِّيفَى:

  الخلافة، وإنَّما سُمِّيت خلافةً لأنَّ الثَّانى يَجئُ بَعد الأوّلِ قائماً مقامَه. وتقول:

  قعدتُ خِلافَ فُلانٍ، أي بَعْده. والخوالفُ في قوله تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا


(١) لامرئ القيس في معلقته.

(٢) في الأصل: «كأنه أعضاءه يريد أن يتخلع».