معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خلف

صفحة 211 - الجزء 2

  مَعَ الْخَوالِفِ} هنَّ النِّساء، لأنَّ الرِّجال يغِيبُون في حُروبهم ومغاوراتِهِمْ وتجاراتِهم وهنّ يخلُفْنهم في البيوت والمنازل. ولذلك يقال: الحىُّ خُلُوفٌ، إذا كان الرِّجال غُيَّباً والنِّساء مُقيماتٍ. ويقولون في الدعاء: «خَلَف اللَّهُ عليك» أي كانَ اللَّه تعالى الخليفة عليك لمن فَقَدْتَ مِن أبٍ أو حميم. و «أَخْلَف اللَّه لك» أي عوَّضك من الشئ الذاهب ما يكُونُ يقومُ بَعده ويخلُفه. والخِلْفة: نبتٌ ينبت بعد الهشيم. وخِلْفَةُ الشجرِ: ثمرٌ يخرُج بَعد الثَّمر. قال:

  ولها بالماطِرُونَ إذا ... أكَلَ النّملُ الذي جَمَعَا⁣(⁣١)

  خِلْفَةٌ حتَّى إذا ارتَبَعَتْ ... سَكَنَتْ من جِلَّق بِيَعا⁣(⁣٢)

  وقال زهيرٌ فيما يصحّح⁣(⁣٣) جميعَ ما ذكرناه:

  بها العِينُ والآرامُ يَمشين خِلْفَةً ... وأطلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَم⁣(⁣٤)

  يقول: إذا مرَّتْ هذه خَلفَتْها هذه.

  ومن الباب الخَلْف⁣(⁣٥)، وهو الاستِقاء، لأنَّ المستقِيَينِ يتخالفانِ، هذا بَعْدَ ذا⁣(⁣٦)، وذاك بعد هذا. قال في الخَلْف:


(١) البيت لأبى دهبل الجمحي، كما في الحيوان (٤: ١٠) والخزانة (٣: ٢٧٩). وبعضهم ينسبه إلى الأحوص، كما في الكامل ٢١٨. وفي حواشيه «أبو الحسن: الصحيح أنه ليزيد يصف جارية». وهذه النسبة الأخيرة هي التي ذكرها ياقوت في رسم «الماطرون».

(٢) في جميع المصادر المتقدمة: «خرفة» بالراء، وهو اسم لكل ما يجتنى. ولم يرد البيت في اللسان (خلف، خرف، ربع، جلق). ورواية «خلفة» وردت في المخصص (١١: ٩).

(٣) في الأصل: «يصح».

(٤) البيت من معلقته المشهورة.

(٥) الخلف، بالفتح، ومثله «الخلفة» بالكسر.

(٦) في الأصل: «بعدها».