باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله خاء
  ولكنّنى أَمضِى على ذاك مُقْدِماً ... إذا صَدَّ عن تلك الهَناتِ الخُثارِمُ(١)
  ومنه (الخُلابِس): الحديثُ الرّقيق. ويقال خَلْبَسَ قلبَه: فَتَنَه. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: خلَب وخَلس، وقد مضى.
  ومن ذلك (الخنْثَعْبَة(٢)) الناقة الغزيرة. وهي منحوتةٌ من كلمتين من خَنَثَ وثَعَبَ، فكأنّها ليّنة انخِلْف يَثْعَبُ باللبن ثَعْباً.
  ومنه (الخُضَارِع(٣)) قالوا: هو البخيل(٤). فإن كان صحيحاً فهو من خضع وضرع، والبخيل كذا وصفُه.
  ومنه (الخَيْتَعُور)، ويقال هي الدُّنيا. وكلُّ شئِ يتلوَّنُ ولا يدوم على حالٍ خيتعورٌ. والخَيتعور: المرأة السِّيئة الخُلُق. والخَيتعور: الشّيطان. والأصل في ذلك أنَّها منحوتةٌ من كلمتين: من خَتَرَ وخَتَعَ، وقد مضى تفسيرهما.
  ومنه (الخَرْعَبَة) و (الخُرْعُوبة)، وهي الشابَّة الرَّخْصَة الحَسنة القَوام. وهي منحوتةٌ من كلمتين: من الخَرَع وهو اللِّين، ومن الرُّعْبوبة(٥)، وهي النّاعمة.
  وقد فُسّر في موضعه. ثم يُحمَل على هذا فيقال جَمَلٌ خُرْعُوبٌ: طويلٌ في حُسْن خَلْق. وغُصْنٌ خُرْعُوبٌ: مُتَثَنٍّ. [قال]:
(١) الشعر لخثيم بن عدي، المعروف بالرقاص الكلبي. انظر الحيوان وحواشيه (٣: ٤٣٧).
(٢) الخشعبة، بتثليث الخاء مع سكون النون والعين وفتح الثاء. وفي الأصل: «الخثعبة» تحريف.
(٣) في الأصل: «الخثارع»، صوابه بالضاد المعجمة، كما في الجمهرة (٣: ٣٩٤) واللسان والقاموس.
(٤) الأدق في تفسيره ما ورد في اللسان: «البخيل المتسمح وتأبى شيمته السماحة». وفي الجمهرة والقاموس: البخيل المتسمح». وأنشد في الجمهرة واللسان:
خضارع رد إلى أخلاقه ... لما نهته النفس عن إنفاقه.
(٥) في الأصل: «الرعوبة»، تحريف.