معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله خاء

صفحة 250 - الجزء 2

  ولكنّنى أَمضِى على ذاك مُقْدِماً ... إذا صَدَّ عن تلك الهَناتِ الخُثارِمُ⁣(⁣١)

  ومنه (الخُلابِس): الحديثُ الرّقيق. ويقال خَلْبَسَ قلبَه: فَتَنَه. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: خلَب وخَلس، وقد مضى.

  ومن ذلك (الخنْثَعْبَة⁣(⁣٢)) الناقة الغزيرة. وهي منحوتةٌ من كلمتين من خَنَثَ وثَعَبَ، فكأنّها ليّنة انخِلْف يَثْعَبُ باللبن ثَعْباً.

  ومنه (الخُضَارِع⁣(⁣٣)) قالوا: هو البخيل⁣(⁣٤). فإن كان صحيحاً فهو من خضع وضرع، والبخيل كذا وصفُه.

  ومنه (الخَيْتَعُور)، ويقال هي الدُّنيا. وكلُّ شئِ يتلوَّنُ ولا يدوم على حالٍ خيتعورٌ. والخَيتعور: المرأة السِّيئة الخُلُق. والخَيتعور: الشّيطان. والأصل في ذلك أنَّها منحوتةٌ من كلمتين: من خَتَرَ وخَتَعَ، وقد مضى تفسيرهما.

  ومنه (الخَرْعَبَة) و (الخُرْعُوبة)، وهي الشابَّة الرَّخْصَة الحَسنة القَوام. وهي منحوتةٌ من كلمتين: من الخَرَع وهو اللِّين، ومن الرُّعْبوبة⁣(⁣٥)، وهي النّاعمة.

  وقد فُسّر في موضعه. ثم يُحمَل على هذا فيقال جَمَلٌ خُرْعُوبٌ: طويلٌ في حُسْن خَلْق. وغُصْنٌ خُرْعُوبٌ: مُتَثَنٍّ. [قال]:


(١) الشعر لخثيم بن عدي، المعروف بالرقاص الكلبي. انظر الحيوان وحواشيه (٣: ٤٣٧).

(٢) الخشعبة، بتثليث الخاء مع سكون النون والعين وفتح الثاء. وفي الأصل: «الخثعبة» تحريف.

(٣) في الأصل: «الخثارع»، صوابه بالضاد المعجمة، كما في الجمهرة (٣: ٣٩٤) واللسان والقاموس.

(٤) الأدق في تفسيره ما ورد في اللسان: «البخيل المتسمح وتأبى شيمته السماحة». وفي الجمهرة والقاموس: البخيل المتسمح». وأنشد في الجمهرة واللسان:

خضارع رد إلى أخلاقه ... لما نهته النفس عن إنفاقه.

(٥) في الأصل: «الرعوبة»، تحريف.