معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضيع

صفحة 380 - الجزء 3

  يقال ضِزْته حقَّه، إذا منعتَه. وحكى ناس ضَأَزَه، مهموز. وأنشدوا:

  فحقُّك مَضْئُوزٌ وأنفُكَ راغمُ⁣(⁣١)

  ليس في الباب غيرُ هذا.

ضيع

  الضاد والياء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على فَوت الشّئ وذَهابه وهلاكه. يقال ضاع الشَّئُ يَضيع ضَياعاً وضَيْعةً، وأضعته أنا إضاعة.

  فأمّا تسميتُهم العَقَار ضيعة فما أحسَبُها من اللُّغة الأَصِيلة⁣(⁣٢)، وأظنّه من مُحْدَث الكلام. وسمعت من يقول: إنّما سمِّيت بذلك لأنّها إذا تُرِك تعهُّدِها ضاعت.

  فإن كان كذا فهو دليلُ ما قلناه أنّه من الكلام المحْدَث. ويقال أضاعَ فهو مُضِيعٌ، إذا كثر ضِياعه. فأمّا قول الشَّماخ:

  أعائِشُ ما لأهلك لا أُراهم⁣(⁣٣)

  وبقيت كلمة ليست من الباب وهي من باب الإبدال، حكى ابنُ السِّكيت:

  تضيَّعت الرِّيح، مثلُ تضوَّعت.

ضيف

  الضاد والياء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ على مَيل الشئ إلى الشئ. يقال أضَفْت الشّئَ إلى الشّئ: أمَلْته. وضافت الشمس


(١) صدره كما في اللسان (ضأز):

إن تنأ عنا ننتقصك وإن تقم.

(٢) في الأصل: «الأصلية»، وليس يقولها.

(٣) كذا ورد الكلام مبتوراً. ويستشهدون بهذين البيتين للشماخ:

أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهم ... يُضِيعون السوام مع المُضيعِ

وكيف يُضيعُ صاحبُ مدفآتِ ... على أثباجهنَّ من الصَّقيعِ

ولعل بقية الكلام بعدهما عند ابن فارس: «فهذا من الإضاعة بمعنى التضييع».