معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ولى

صفحة 141 - الجزء 6

  ومنه التَّولِيه: أن يفرَّق بين المرأة وولدِها.

  وفي الحديث: «لا تولّه والدةٌ عن وَلَدها».

ولى

  الواو واللام والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على قرب. من ذلك الوَلْيُ: القرْب. يقال: تَبَاعَدَ بعد وَلْى، أي قُرْبٍ. وجَلَسَ ممّا يَلِينى، أي يُقارِبُنى. والوَلِىُّ: المَطَر يجئُ بعد الوَسْمىّ، سمِّى بذلك لأنَّه يلي الوسمِىّ.

  ومن الباب المَوْلَى: المُعْتِقُ والمُعْتَق، والصَّاحب، والحليف، وابن العَمّ، والنَّاصر، والجار؛ كلُّ هؤلاءِ من الوَلْىِ وهو القُرْب. وكلُّ مَن ولِىَ أمرَ آخرَ فهو وليُّه. وفلانٌ أولى بكذا، [أي أحرى به وأجدر. فأمَّا قولهم في الشتم: أولى لكَ فحدّثنى علي بن عمر قال: سمعت ثعلباً⁣(⁣١)] يقول: أولى تهدُّد ووعيد. وأنشد:

  فأَوْلَى ثمَّ أولَى ثم أَوْلَى ... وهل للدَّرِّ يُحْلَبُ مِن مَرَدِّ⁣(⁣٢)

  وقال الأصمعىّ: معناه قارَبَه ما يُهلكُه، أي نَزَل به. وأنشد:

  فعَادَى بين هادِيتَينِ منها ... وأولَى أن يزيدَ على الثَّلاثِ⁣(⁣٣)

  أي قارب أن يزيد: قال ثعلب: ولم يقل أحدٌ [أحسَنَ⁣(⁣٤)] مما قاله الأصمعىُّ في أولى. وقال غيره: أولى تحسيرٌ له على ما فاتَه. والوَلَاء: الموالون. يقال هَؤلاء وَلَاءُ فلانٍ. والوَلَاء أيضاً: ولاءُ المُعْتَق، وهو أن يكون ولاؤه لمُعْتِقِه، كأنَّه يكون أولى به في الإرْث من غيره إذا لم يكن للمُعْتِق وارثُ نَسَب. وهو الذي جاء


(١) التكملة من المجمل.

(٢) أنشده في المجمل واللسان (ولى).

(٣) أنشده في المجمل واللسان (ولى).

(٤) التكملة من المجمل. ونصه: «ولم يقل أحد في أولى أحسن مما قال الأصمعي».