معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بضع

صفحة 254 - الجزء 1

  راحُوا بَصَائِرُهُمْ على أكتَافِهِمْ ... وبَصيرتى يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى⁣(⁣١)

  والبَصيرة التُّرْس فيما يُقال. والبَصيرَةُ: البُرْهان. وأصل ذلك كلِّه وُضُوحُ الشئ. ويقال رَأَيْتُه لَمْحاً باصراً، أي ناظراً بتحديقٍ شديد. ويقال بَصُرْتُ بالشئِ إِذا صِرْتَ به بصيراً عالماً، وأبْصَرْتُه إذا رأيتَهَ.

  وأمّا الأصل الآخَر فبُصْر الشَّىْءِ غلَظُه. ومنه البَصْرُ، هو أن يضمَّ أدِيمٌ إلى أديم، يخاطانِ⁣(⁣٢) كما تُخلَطُ حاشِيَةُ الثَّوْبِ. والبَصيرةُ: ما بينَ شُقتىِ البيت، وهو إلى الأصل الأول أقرب. فأمّا البَصْرَةُ فالحجارة الرِّخوة، فإِذا سقطت الهاء قلت بِصْر بكسر الباء، وهو من هذا الأصل الثاني.

(باب الباء والضاد وما يثلثهما)

بضع

  الباء والضاد والعين أصولٌ ثلاثة: الأوّل الطَّائفة من الشَّئ عضواً أو غيرَه، والثاني بُقْعة، والثالث أن يشفى شئ بكلامٍ أو غيره.

  فأمَّا الأول فقال الخليل: بَضَعَ الإنسانُ اللَّحْمَ يَبْضعُهُ بَضْعاً و [بضّعَه] يبضّعُه تبْضيعاً، إذا جَعَلَه قِطَعاً. والبَضْعة القِطْعة وهي الهَبْرَة. ويقولون: إنّ فلاناً لَشَدِيدُ البَضيِع والبَضْعة، إذا كانَ ذَا جسمٍ ولحمٍ سمينٍ. قال:


(١) البيت من قصيدة للأسعر، هي في أول الأصمعيات. وانظر اللسان (بصر، عتد، وأي).

(٢) في الأصل: «يخلطان».