النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ذكر بعض فضائل له ¥

صفحة 22 - الجزء 1

  اَلْيَقِينِ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ اَلشَّمْسِ، قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي أَرْفَعِ اَلْأُمُورِ مِنْ إِصْدَارِ كُلِّ وَارِدٍ عَلَيْهِ، وَتَصْيِيرِ كُلِّ فَرْعٍ إِلَى أَصْلِهِ، مِصْبَاحُ ظُلُمَاتٍ، كَشَّافُ غَشَوَاتٍ، مِفْتَاحُ مُبْهَمَاتٍ، دَفَّاع مُعْضِلاَتٍ، دَلِيلُ فَلَوَاتٍ، يَقُولُ فَيُفْهِمُ، وَ يَسْكُتُ فَيَسْلَمُ، قَدْ أَخْلَصَ لِلَّهِ فَاسْتَخْلَصَهُ، فَهُوَ مِنْ مَعَادِنِ دِينِهِ، وَأَوْتَادِ أَرْضِهِ، قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ اَلْعَدْلَ، فَكَانَ أَوَّلُ عَدْلِهِ نَفْي اَلْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ اَلْحَقَّ وَ يَعْمَلُ بِهِ، لاَ يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلاَّ أَمَّهَا، وَلاَ مَظِنَّةً إِلاَّ قَصَدَهَا، قَدْ أَمْكَنَ اَلْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ، فَهُوَ قَائِدُهُ وَ إِمَامُهُ، يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ، وَ يَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ. انتهى.

  وله رِضْوَانُ اللهِ عليه من الثّقَةِ باللهِ والتوكّلِ عليه ما يدهِشُ الألْبَابَ ويُحيِّرُ الأفْكَارَ، ولقَدْ كانَ بما عِنْدَ اللهِ أوْثق به ممّا في يَدِه، حتى إنه يَعِدُ على الاسْتِمْرارِ مِرَاراً عَدِيدة بنُقُودٍ كثيرة في أوقاتٍ يسيرة، كأنَّها لديه حاضرة عَتِيْدَة، ولم يكن شيء بيده، فيَقْرُبُ ذلك الوقت وهي لم تتحَصَّل، فيُقْبِلُ إلى التوسّل إلى الله، فلا ينقضِي الأَجَلُ إلا وقد قَضَاها اللهُ عنه، ولَيْسَ هذا بِبِدْعٍ لمن نَاصَحَ اللهَ وأَخْلَصَ له المعَامَلَةَ.