النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

فصل: نذكر فيه لمعة من أخباره ¥

صفحة 36 - الجزء 1

  إنسان، فإن الإنسانية في معناها متَّفِقَةٌ في زيد وعمرو وخالد وإن اختلفوا في الطول والقصر والشجاعة والجبن وغير ذلك، فهذا اختلاف في زائد على الإنسانية لا في الإنسانية، وكذلك الحيوانية معناها واحد في الإنسان والفرس والسبع، ولا اختلاف بينها من حيث الحيوانية، وإنما اختلفت في أمور خارجة عن الحيوانية.

  وإن اختلفت الفائدة من وَجْهٍ إما بالتقدّم والتأخّر، أو بالأشَدّ والأَنْقَصِ أو بالأَوْلَويّة، فهذه هي المشكِّكة وليست بمتواطئة ولا مشتركة ولكنَّها بينهما؛ لأنَّ المتواطئة متَّفِقَةٌ من كل وجه، والمشتركة مختلفة من كل وجه، والمشكّكة متَّفِقَة من وَجْهٍ ومختلفة من وَجْهٍ، فأَشْبَهَتْ هذه وأَشْبَهَتْ هذه فسُمِّيَتْ مُشَكِّكة، وذلك نحو: الوجود، فإنه يفيد في الموجودات جميعها فائدة واحدة، ولكنَّه يدخلها الاختلاف.

  وكتَبَ والِدُنا ¥: حُرِّرَت هذه الفائِدَةُ بقلم حيِّ الولد العلامة عزِّ الإسلام محمد بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله المؤيدي رحمة الله ورضوانه عليه، فإنه عَاقَهُ الحمام بعد إتمامه السّفرين - أي: كافل ابن حابس، وتمام الأساس في أصول الدين - بلّ الله بوابل الرحمة مثواه، وكان ذلك بهجرة الرضمة بجبل برط. حرر شهر ربيع الآخر سنة ١٣٥٥ هـ. اهـ من خَطِّ والِدِنا العلامة محمد بن منصور المؤيدي ®.