النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مقدمة

صفحة 6 - الجزء 1

  الألْبَابُ، ولو لم يكن إلا الاقتداء بخَبَرهم، والاحتذاء بسِيَرِهم، بل لو لم يكن من المرغِّبات إلا ما وَرَدَتْ به المأثوراتُ أنَّ عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالحين تَنْزِلُ البَرَكَاتُ.

  وَكَمْ أَتَى مِنْ قَصَصٍ ... في نَصِّ مُنْزَلِ السّوَرِ

  فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهْ ... قِيْلَ لأفْضَلِ البَشَرِ

  كَفَى بِهِ كَفَى بِهِ ... إنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ النظرِ

  {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ}⁣[الطور: ٢١]، {ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}⁣[آل عمران].

  وما كان ينبغي لذوي الهِمَمِ العليَّة، من متأخري الزيدية، وهم العصابة المرضيَّة، التَّقَاعُدُ والتَّثَاقُلُ عن مَعْرِفةِ أئمتهم من العترة الزكية، وشيعتهم صفوة البريَّة، وغَيْرُهُمْ من أهلِ الأمصار قد ملأوا الأسفاء من السير والأخبار، وترجموا للشعراء والأمراء؛ فضلاً عن العلماء والحكماء، فعند هذا ينقضي العجب، فاعتبر واستعبر.

  فاللهَ نسألُ أن يجعلَنا ممن استمسك بالعروة الوثقى، واسْتَعْصَم بالحبْلِ المتين الأَقْوَى، وإنما هي زَفْرَةُ مَحْزُوْنٍ، والحدِيْثُ ذو شُجُون.

  ونرجع إلى ما قصدتُه مُسْتَعِيناً بالله تعالى فيما أردْتُهُ، وإن كان الوقت غير لائق، والحال غير موافق، ولكن الشيء اليسير يدل على الكثير، وعسى أن يكون من بعض ما يجب عليَّ له،