النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ترثية الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي # لوالده ¥

صفحة 62 - الجزء 1

  ومَنْ بَذَّ أَهْلَ الأَرْضِ مَجْدَاً وَسُؤْدُدَاً ... تُنَاطِحُ هَامَ النَّيِّرَاتِ كَرَائِمُهْ

  ولا غَرْوَ إنْ فَاقَ الأَنَامَ وَحَلَّقَتْ ... بِهِ في سَمَاءِ المَكْرُمَاتِ قَوَادِمُهْ

  سُلَالَةُ يحيى بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَاسِمٍ ... فَهَلْ تَرَكْتَ فَخْرَاً لِحَيٍّ خَضَارِمُهْ

  قَفَا السَّلَفَ الأَنْوَارَ آبَاءَهُ الأُولَى ... هُمُ قُرَنَاءُ قُرْآنِهِ وَتَرَاجِمُهْ

  ولَمْ يَخْشَ إلا اللهَ لا رَبَّ غَيْرهُ ... ولَمْ يَرْجُ إلا الله تِلْكَ عَزَائِمُهْ

  فَمَنْ ذَا يَقُوْلُ الحقَّ للخَلْقِ مُعْلِنَاً ... وَيَصْدَعُ لا يُثْنِيْهِ إنْ لَامَ لَائِمُهْ

  ويَغْضَبُ للرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَالُهُ ... إذا انْتُهِكَتْ بِالمُنْكَرَاتِ مَحَارِمُهْ

  ومَنْ ذَا عَلَى النَّهْجِ القَوِيْمِ مُثَابِرَاً ... عَلَى الحَقِّ حَقَّاً لا تَكِلُّ صَوَارِمُهْ

  لَهُ صَوْلَةٌ عِنْدَ اللقَا عَلَوِيَّةٌ ... تُنَهْنِهُ مَنْ لِلْبَغْي صَالَتْ ضَرَاغِمُهْ

  فَيَا للمَنَايَا مَنْ أَطَاحَتْ سِهَامُهَا ... وَمَنْ دَهَمَتْنَا بِالرَّزَايَا دَوَاهِمُهْ

  حَقِيْقٌ بِنَا أنْ نُفْرِغَ الدَّمْعَ والدَّمَا ... بِتِسْكَابِ وَبْلٍ فَائِضٍ مُتَرَاكِمُهْ

  فَقَدْ أَصْبَحَتْ تَبْكِيْهِ مِلَّةُ جَدِّهِ ... وَرَسْمُ الهُدَى قَامَتْ عليه مَآتِمُهْ

  وزَالَ بِمَثْوَاهُ عَنْ امَّةِ أَحْمَدٍ ... وَعِتْرَتِهِ طَوْدٌ تُنِيْفُ عَوَاصِمُهْ⁣(⁣١)

  فَيَا أَبَتَا أمَّا الحَياةُ فَكُدِّرَتْ ... عَلَيْنَا وَطِيْبُ العَيْشِ مُرَّتْ مَطَاعِمُهْ

  فَلَسْتُ أَرَى مِنْ بَعْدِ مَوْتِكَ فَادِحَاً ... وإنْ جَلَّ خَطْبٌ وادْلَهَمَّتْ عَظَائِمُهْ

  ويَا أَسَفَا مِنْ طُوْلِ نَأْيٍ وَفُرْقَةٍ ... إلى اللهِ يَشْكُو دَائِبُ الوجْدِ دَائِمُهْ


(١) هذا البيت من ترثية الإمام الناصر الأطروش للإمام محمد بن زيد الداعي @.