النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ترثية الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي # لوالده ¥

صفحة 63 - الجزء 1

  ويَا حَسْرَتَا لا نَلْتَقِيْ بَعْد بَيْننَا ... إلى أَنْ تَنَادَى للحِسَابِ عَوَالِمُهْ⁣(⁣١)

  لَكَ اللهُ رُزْءاً أيُّ شَجْوٍ أَثَرْتَهُ ... وأيُّ أسىً قَدْ هَامَ بالحُزْنِ هَائِمُهْ

  ولكِنَّه أَمْرُ الإلهِ وحُكْمُهُ ... رَضِيْنَا بِحُكْمٍ والمُهَيْمِنُ حَاكِمُهْ

  على كُلِّ حَيٍّ في البَرِيَّةِ لم يَزَلْ ... تَبَارَى عَلَيْهِم بالحُتُوْفِ صَلَادِمُهْ⁣(⁣٢)

  فلم تُغْنِ ذَا المُلْكِ المَنِيْعِ حُصُوْنُهُ ... وَلَا مَنَعَتْ بُقْرَاطَ يَوْمَاً مَرَاهِمُهْ

  دَعَاكَ إلَهِيْ فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ ... وَلَبَّيْتَ إذْ وَافَاكَ بالبِشْرِ قَادِمُهْ

  دَعَاكَ إلى ظِلٍّ ظَلِيْلٍ ومَنْزِلٍ ... أَهِيْلٍ وَرَوْضٍ بَاسِمَاتٍ كَمَائِمُهْ

  بِسَوْحِ أَبِيْكَ المُصْطَفَى وَوَصِيِّهِ ... وَآلِ رَسُوْلِ اللهِ جَلَّتْ أَقَاوِمُهْ⁣(⁣٣)

  وَقَدْ طَالَ مَا أَعْدَدْتَ لليَوْمِ حَقَّهُ ... وَأَرْصَدْتَ لَلأَمْرِ الذِيْ أَنْتَ عَاِلمُهْ

  يُهَوِّنُ مَا أَلْقَى من الوجْدِ أَنَّهُ ... بِجَنَّاتِ عَدْنٍ نَاضِرُ الوَجْهِ نَاعِمُهْ


(١) هذا من كلام الإمام الأعظم زيد بن علي في ترثية أخيه الباقر محمد بن علي À وسلامه:

يا موت أنت سلبتني إلفاً ... وتركتني من بعده خلفا

وا حسرتا لا نلتقي أبداً ... حتى نقوم لربنا صفا

وهذا محمول على نفي الالتقاء الجسدي، فأما الالتقاء الأخرويّ بالأرواح الذي هو الحياة البرزخِيَّة فقد وردت به الأخبار والآثار النبوية، فلا يتصوّر نفيه، وكفى بقول الله تعالى: {أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ١٦٩}⁣[آل عمران]. انتهى من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) الصلادم: شديد الحوافر، والمراد الخيل.

(٣) جمع أقوام، جمع قوم، فهو جمع الجمع.