باب القول في الإمام الذي تجب طاعته
  قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ}[التوبة: ١٣]، الآيتين، فألا(١) يكون عدوكم هؤلاء الذين بحضرتكم هم(٢) المخصوصين بهذه الآية، فإنهم إخوان من مضى من قبلهم في نكثهم، وكفرهم، وجرأتهم على الله، وفجورهم، وحجة الله في الماضين كحجته في الباقين، وأمره فيهم واحد(٣) بلا تغيير ولا تبديل.
  · وفي الجامع الكافي أيضاً: قال محمد: سألت أحمد بن عيسى #، قلت: قد عرفتَ أهلَك فصف الرجل منكم الذي إذا دعا وجبت علينا وعلى الأمة إجابته، وبيعته، ومعاونته؟ فقال: الورع، العاقل، الشديد العقدة، العالم بما يجب من الأمور والأحكام، العالم باختلاف الناس، وإن كان دون هذه الصفة كبعض الأسلاف جاز.
  · وقال أحمد أيضاً: - فيما حدثنا علي بن محمد، عن علي بن الحسين، عن علي بن حاتم، عن محمد بن سندان، عن محمد بن جبلة (عنه)(٤) -: والإمام منا أهل البيت الواجب طاعته وإجابته، من أطاع ربه، وأشعر تقوى الله قلبه، وشمر في الله ثوبه، وأطال في الله خوفه، واشتدت بأمور المسلمين عنايته، فيتحنن عليهم برأفته، ويعطف عليهم برحمته، ويتفقد أمورهم بنظره، وكلأ صغيرهم وكبيرهم بعينه، وأحاطت عليهم شفقته، واتبع فيهم آثار نبيئه ÷، فخلفه فيهم بعده، وسلك فيهم قصده، وأحيا فيهم سنته، وأظهر فيهم شريعته، وسار فيهم بسيرته، فواساهم بنفسه، وعدل فيهم بقسمه، الموثوق بعقله ودينه، وفهمه وعلمه، المأمون عندهم عيبه، المؤدي حق الله فيما استحفظه، فإذا كان كذلك فقد استوجب منهم الطاعة، واستحق منهم الإجابة.
(١) كذا في الأصل. (من هامش الأصل). وفي نسخة: فاءَلاَّ.
(٢) في الأصل: هو. وما أثبتناه من الجامع الكافي المطبوع.
(٣) في الأصل: واحد له ... إلخ. وما أثبتناه من الجامع الكافي المطبوع.
(٤) ما بين القوسين مظنّن عليه في الأصل.