الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  واتخذ ولده ولداً، فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون، ألا إني ختمت بك النبيئين فلا نبي بعدك فهم الأئمة الهادية».
  أفما تفقهون؟ أفما تبصرون؟ أما تسمعون؟ ضربت عليكم الشبهات، فكأن مثلكم مثل رجل في سفر أصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك، فلقي رجلاً هادياً بالطريق فسأله عن الماء فقال: أمامك عينان أحدهما مالحة والأخرى عذبة، فإن أصبت المالحة ضللت وهلكت، وإن أصبت العذبة هديت ورويت، فهذا مثلك أيتها الأمة المهملة، كما زعمت، وأيم الله ما أهملك، لقد نصب لكم علماً، يحل لكم الحلال، ويحرم عليكم الحرام، فلو أطعتموه ما اختلفتم، ولا تدابرتم، ولا تقاتلتم، ولا تبرّأ بعضكم من بعض، فوالله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم، وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله ÷، وإنكم على عترته لمختلفون متباغضون(١)، إن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه، وإن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه، ولقد هديتم فتجاريتم، وزعمتم أن الاختلاف رحمة، هيهات أبى ذلك كتاب الله عليكم، يقول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِمَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٥}[آل عمران].
  أخبرنا باختلافهم فقال: {وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ}[هود: ١١٨]، [أي: خلقهم] للرحمة، وهم آل محمد وشيعته، سمعت رسول الله ÷ يقول: «يا علي، أنت وشيعتك على الفطرة وسائر الناس منهم براء».
(١) في الأصل: تتباغضون. وما أثبتناه من المناقب المطبوع. ومنه أثبتنا الزيادة الآتية بين معقوفين.