الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 19 - الجزء 4

  الله، من هذا؟ قال: «هذا ملك من ملائكة ربي ينبئني أن أمتي تختلف على أخي ووصيي علي بن أبي طالب، وإني أوصيك يا أُبَيّ بوصية إن أنت حفظتها لم تزل يا أبي بخير، يا أبي، عليك بعلي، فإنه الهادي المهتدي، الناصح لأمتي، المخبر بسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه يا أبي، ومن غير وبدل لقيني ناكثاً لبيعتي، عاصياً لأمري، جاحداً لنبوتي، ولا أشفع له عند ربي، ولا أسقيه من حوضي» فقامت إليه رجال الأنصار فقالوا: اقعد رحمك الله يا أبي فقد أديت ما سمعت ووفيت بعهدك. انتهى.

  الرجال: أما حمدان بن عبيد: فهو الكوفي، من ثقات محدثي الشيعة، ومن الراوين في فضائل الوصي وأولاده.

  وأما مخول بن إبراهيم فقد تقدم، وهو من ثقات محدثي الشيعة.

  وأما النفس الزكية وأخوه وأبوه وجده، ففضلهم وجلالتهم وعظم منزلتهم أشهر من نار على علم.

  وأما أبي بن كعب⁣(⁣١) فهو من أتباع الوصي، أحد الصحابة الفضلاء الأتقياء،


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار ما لفظه: أُبَيّ - بضم الهمزة، وفتح الموحدة - بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي النجاري البدري أبو المنذر، وأبو الطفيل، سيّد القراء، شهد العقبة الثانية وبدراً وغيرهما من المشاهد. خرج له الشيخان ثلاثة عشر حديثاً، وخرج له الأربعة أيضاً وبعض أئمتنا. والأكثر أنه مات في خلافة عمر بالمدينة، ودفن بها. روى عنه ابن بشير، وأبو رافع، والنخعي، والطفيل بن أُبَيّ، ومن الصحابة: سهل بن سعد، ورافع بن خديج، ورفاعة، انتهى [من الطبقات]. وله المقام المحمود الذي رواه الإمامان: محمد بن عبدالله النفس الزكية، ويحيى بن عبدالله، عن آبائهما، عن علي # أوضح فيه الحجة، ولم تأخذه في الله لومة لائم، وقد سبق ذكره ¥. تمت (منه).