الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 20 - الجزء 4

  الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، توفي في خلافة عمر سنة تسع عشرة، خرج له أبو طالب ومحمد بن منصور.

  · وفي المناقب أيضاً: محمد بن سليمان، قال: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي، وأحمد بن حازم الغفاري، ومحمد بن منصور المرادي، قالوا: حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: مرض النبي ÷ مرضة، فأتته فاطمة تعوده وهو ناقِه، فلما رأت ما برسول الله ÷ خنقتها العبرة حتى جرت دموعها على خدها قال: «يا فاطمة، أما علمت أن الله اختار من أهل الأرض أباك فبعثه نبياً، ثم اختار منهم بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه⁣(⁣١)، أما علمت يا فاطمة أني بكرامة الله إياك زوجتك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً»، فسرت بذلك فاطمة، واستبشرت بما قال لها رسول الله ÷، فأراد رسول الله ÷ أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسم الله لمحمد وآل محمد فقال لها: «يا فاطمة، ولعلي ثمانية أضراس ثواقب: إيمان بالله ورسوله، وعلمه، وحكمته، وزوجته فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله، يا فاطمة: إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا، نبينا خير الأنبياء، وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمك، ومنّا من له


(١) في المناقب المطبوع: فأنكحته.