الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، فأخبر الله إبراهيم أنه إمام، وأن الإمامة في المتقين من ذريته، وأنها لا تصلح للظالمين، وأخبر أن الإمامة عهده الذي لا يناله ظالم على معنى من المعاني.
  ثم أخبر بمن يستحق الإمامة من ذرية إبراهيم فقال: {وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ ٧٣}[الأنبياء]، وقال: {وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ ٢٤}[السجدة].
  فبين لنا أن الإمامة في المتقين والمهتدين الصادقين الموقنين الصابرين من ذرية إبراهيم.
  ثم بين الله لنا أن الإمامة في أهل بيت الصفوة والطهارة من ذرية إبراهيم فقال: {۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران]، وقال سبحانه: {ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٣٢ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا}[فاطر: ٣٣]، وهذه الآية لأهل بيت رسول الله ÷ خاصة.
  فالظالم لنفسه: الذي يقترف من الذنوب ما يقترف الناس.
  والمقتصد: الرجل الصالح الذي يعبد الله في منزله.
  والسابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.