الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  محمد صلى الله عليهما وآلهما وسلم، ومن الشجرة التي خلق الله منها إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما؛ لأن الله يقول: {ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران]، ولا تصلح الإمامة لمن يعبد صنماً لدعوة إبراهيم لبنيه المصطفين الطاهرين.
  فقد اختص الله علياً بخصلتين ليستا لأحد من العالمين: أحدهما أن الله جعله مع محمد ÷ يتقلب معه في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة، حتى أخرجه الله تعالى ومحمداً من عبدالمطلب، وذلك أن أم عبدالله أبي رسول الله ÷ وأم أبي طالب واحدة، وهي فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم.
  · وقال رسول الله ÷: «خرجت من طهر من لدن ءادم إلى أن أخرجت من صلب أبي لم يمسسني سفاح الجاهلية»، فلم يشهد رسول الله ÷ لأحد من أهل بيت الطهارة والصفوة أنه خرج من لدن آدم من طهر إلا وهو(١) لنسبه الطاهر حتى انتهت الطهارة في المولد إلى عبدالله وأبي طالب.
  ثم أنزل الله على نبيئة آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣}[الأحزاب].
  فجعل رسول الله ÷ الكساء عليه وعلى علي وفاطمة والحسنين، ثم قال: «هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».
(١) في زيادات الجامع الكافي: «إلا هو» بدون واو.