الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 80 - الجزء 4

  محمد صلى الله عليهما وآلهما وسلم، ومن الشجرة التي خلق الله منها إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما؛ لأن الله يقول: {ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}⁣[آل عمران]، ولا تصلح الإمامة لمن يعبد صنماً لدعوة إبراهيم لبنيه المصطفين الطاهرين.

  فقد اختص الله علياً بخصلتين ليستا لأحد من العالمين: أحدهما أن الله جعله مع محمد ÷ يتقلب معه في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة، حتى أخرجه الله تعالى ومحمداً من عبدالمطلب، وذلك أن أم عبدالله أبي رسول الله ÷ وأم أبي طالب واحدة، وهي فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم.

  · وقال رسول الله ÷: «خرجت من طهر من لدن ءادم إلى أن أخرجت من صلب أبي لم يمسسني سفاح الجاهلية»، فلم يشهد رسول الله ÷ لأحد من أهل بيت الطهارة والصفوة أنه خرج من لدن آدم من طهر إلا وهو⁣(⁣١) لنسبه الطاهر حتى انتهت الطهارة في المولد إلى عبدالله وأبي طالب.

  ثم أنزل الله على نبيئة آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣}⁣[الأحزاب].

  فجعل رسول الله ÷ الكساء عليه وعلى علي وفاطمة والحسنين، ثم قال: «هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».


(١) في زيادات الجامع الكافي: «إلا هو» بدون واو.