الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  والخصلة الأخرى: قول الله سبحانه: {ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ}[الأحزاب: ٦]، فليس أحد من أصحاب النبي ÷ ولا من أهل بيته يجتمع له الإيمان والهجرة والقرابة برسول الله ÷ إلا علي #.
  · وقال الحسن # في وقت آخر: ثم أخبر الله نبيئه ÷ أن أولى الناس برسول الله وبالمؤمنين أول من تبعه فقال: {إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٨}[آل عمران].
  وكان إسماعيل أول من اتبع إبراهيم، وكان علي أول من اتبع محمداً ÷، وقد بين الله تعالى أن علياً أولى الناس برسول الله ÷؛ لئلا يشك فيه أحد فقال تعالى: {ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ}[الأحزاب: ٦].
  فليس نعلم أحداً من المؤمنين والمهاجرين ممن أومى(١) الناس إلى أنه يستحق مقام الرسول ÷ تجتمع فيه هذه الثلاث الخصال: السبق والإيمان والهجرة، والرحم والقرابة إلا علي صلى الله عليه، فإن الله سبحانه قد جمع له ذلك فهو أولى الناس برسول الله ÷ في الرحم والإيمان والهجرة، وأولى الناس بمقامه من الكتاب والسنة، وأولى الناس برسول الله ÷ أولاهم بالناس؛ لأن أولى
(١) في الأصل: أوامى. وما أثبتناه من زيادات الجامع الكافي المطبوع. وكذلك زدنا منه ما سيأتي بين معقوفين.