الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  الناس بإبراهيم إسماعيل؛ لأنه كان أول من اتبعه وهو ولي المؤمنين وأولى الناس بهم.
  · وقال الحسن في وقت آخر: ولم يعرف أهل الإسلام مؤمناً مهاجراً له من رسول الله [÷] رحم أولى به من علي صلى الله عليه.
  فكانت الفريضة على الناس أن يأتوه وينقادوا له بالطاعة كما قدمه الله ورسوله، ويجعلوه متبوعاً غير تابع؛ لأنه أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً.
  وقد قال رسول الله ÷: «علي أقضاكم»، فلم ينقادوا له بالطاعة كما أمرهم الله، واستحال أن يكون المفضول إماماً للفاضل؛ لأن الله قدم الفاضل بفضله، ورسوله ÷ قد قدم من قدم الله، فمن قدم من أخر الله ورسوله، وأخر من قدم الله ورسوله فقد خالف: {سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ٢٣}[الفتح]، وقد روي عن علي صلى الله عليه أنه قال على المنبر: (والله لقد قبض رسول الله ÷ وأنا أولى بالناس [به] من قميصي هذا).
  وروي في الخبر المشهور أن بريدة وقع في علي عند النبي ÷، فتغير لون رسول الله ÷، وأظهر الغضب وقال: «يا بريدة، أكفرت بعدي» فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسول الله قال: «فإن علياً مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي».
  وقال علي أيضاً وهو على المنبر: (عهد إلي النبي الأمي أن الأمة ستغدر بي بعده).