بداية الكتاب
  برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيئي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين، سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً، قلت: يا رب، ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب»، قال: (بشرني بها رسول الله ÷ وابناي الحسن والحسين منها، وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال).
  · وفيه: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: (لما حضرت غزوة (تبوك)(١) دعاني رسول الله ÷، ودعا زيداً وجعفراً، فعرض على جعفر أن يستخلفه على المدينة وأهله فأبى، وحلف أن لا يتخلف عنه، فتركه رسول الله ÷. ثم عرض ذلك على زيد فاستعاذه من ذلك، فأعاذه رسول الله ÷، ثم دعاني فذهبت لأتكلم فقال لي: «لا تتكلم حتى أكون أنا الذي آذن لك»، فاغرورقت عيناي، فلما رأى ما بي أذن لي، فقلت: يا رسول الله، خلال ثلاث ما لي منهن غنى، قال: «وما ذاك؟» قلت: يا نبي الله، والله ما أملك شيئاً وما عندي شيء، وما بي غنى عن سهم أصيبه مع المسلمين، فأعود به علي وعلى أهل بيتك، وأما الأخرى فما بي غنىً عن أن أطأ موطئاً يغيظ الكفار، ولا أقطع وادياً ولا يصيبني ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ليكتب الله لي به أجراً حسناً، وأما الثالثة فإني أخاف أن
(١) لم يذكر في المنهاج الجلي شرح مجموع زيد بن علي لفظ: (تبوك) وإنما ذكر لما حضرت غزوة، وهو الصواب؛ لأن غزوة تبوك متأخرة عن غزوة مؤتة التي قتل فيها زيد وجعفر، ورواية المنهاج هي الموافقة لرواية الحاكم في المستدرك، والحسكاني في شواهد التنزيل، والحمويني في فرائد السمطين وغيرهم لهذا الحديث. (مؤلف).