أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

تراجم رجال الكتاب

صفحة 56 - الجزء 1

  ولأمثالي وللمسلمين، ولا نموت ميتة جاهلية بلا إمام، ويكون لنا إمام نطيعه ونعرفه، ونموت بإمام. فقالوا: صدقتَ أيها الشيخ، ما أحسن ما قلتَ! وإن لك ملتنا ولحمنا ودمنا، وأنتَ منّا أهل البيت، وما نطقتَ به فهو الصواب، ونحن نفعله بإذن الله، إن شاء الله. قال: فقلت: فرِّحوني ولا تبرحوا حتى تبرموا، ولا تؤخّروه إلى مجلس آخر؛ فإنا لا نأمن من الحوادث؛ فبرز أبو محمد القاسم بن إبراهيم وأقبل إلى أبي عبدالله أحمد بن عيسى، وقال: إن شيخنا ووليّنا قد قال قولاً صادقاً متفقاً، وقد اخترتكَ لأمة محمد ÷ وأنت العالم القوي، تقوى على هذا الأمر، فقد رضيتكَ ورضي أصحابنا، فتولّ هذا الأمر، فمدّ يدك أبايعكَ على كتاب الله وسنة رسول الله ÷ فأنتَ الرّضا لنا؛ ما تقولون يا أصحابنا؟ قالوا جميعاً: رضا رضا. فقال أحمد بن عيسى: لا والله، وأنت يا أبا محمد حاضر، إذا حضرت فلا يجب لأحد أن يتقدّمك ويختار عليك، وأنتَ أولى بالبيعة مني. فقال القاسم: اللهم غفراً، اللهم غفراً، أرضاكَ وأسألك أن تقوم بأمر أمة محمد ÷ فتحيل عليّ؟ فقال: لا يكون ذلك وأنت حاضر. قال: ثم أقبل القاسم على عبدالله بن موسى، فقال: يا أبا محمد قد سمعتَ ما جرى، وقد امتنع أبو عبدالله أن يقبل ما أشرتُ به، وأنتَ لنا رضا، وقد رضيتك لعلمك وزهدك. فقال: يا أبا محمد، نحن لا نختار عليك أحداً، وقد أصاب أبو عبدالله فيما قال، فأنتَ الرضا لنا جميعاً. فقال القاسم: اللهم غفراً، أحلت عليَّ أنتَ أيضاً؟ لم تزهدون في النظر لأمة أبيكم محمد ÷ وللناس عامة؟ ثم أقبل على الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، فقال: فأنت يا أبا محمد، اقبل هذا الأمر، فإنك أهل له، وأنت قوي على النظر فيه، والبلد بلدك، وتعرف من أمر الناس ما لانعرف. فقال: يا أبا محمد، والله لا يتقدّم بين يديك أحد إلا وهو مخطئ، أنت الإمام، وأنت الرضا، وقد رضيناك جميعاً. فقال القاسم: اللهم غَفراً اللهم غَفراً.

  قال: ثم إن أحمد بن عيسى أقبل على القوم، فقال: إن أبا محمد لنا رضا، وقد