أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب الاعتكاف وصوم النبي ÷

صفحة 561 - الجزء 1

  بن زيد، عن ليلى، عن مولاتها⁣(⁣١)، قالت: «زارنا رسول الله ÷، فاجتمع قوم من جيراننا، فقدمنا إليه طعاما، فقام رجل من القوم، فقال له النبي ÷: «ما لك؟» قال: أنا صائم يا رسول الله، فقال رسول الله ÷: «ما من صائم يأكل عنده مفطرون إلا صلت عليه⁣(⁣٢) الملائكة حتى يفرغوا».

  ١٢٠٨ - حدثنا محمد قال: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «كنا في سفر، فصام رجل، فغشي عليه فوقف عليه أصحابه، فمر النبي ÷ فقال: «ما شأنه؟» فقالوا: صائم، فقال النبي ÷: «ليس من البر الصوم في السفر».

  ١٢٠٩ - حدثنا محمد قال: حدثنا سفيان بن وكيع، عن ابن عيينة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قدم النبي ÷ المدينة واليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا⁣(⁣٣): يوما نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون، فقال النبي ÷: «أنا أولى بموسى منكم، فصامه


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ٥: أم عمارة الأنصارية. عنها: مولاتها. قال في الكاشف: اسمها نسيبة بنت كعب، ولم يذكر أم عطية المار ذكرها؛ فيحقق الفرق بينهما إن شاء الله تعالى؛ كذا في الطبقات. وأفاد في الاستيعاب أنها شهدت بيعة العقبة وأحداً، مع زوجها زيد بن عاصم، ومع ابنيها حبيب وعبدالله، فيما ذكر ابن إسحاق، وشهدت بيعة الرضوان، وشهدت مع ابنها عبدالله اليمامة، فقاتلت، حتى أُصيبت يدها، وجُرحت اثنا عشر جرحاً. روت عن النبي ÷: «الصائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة». وفي الإصابة: روي عنها أنها قالت: خرجت أول النهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله ÷ والريح والدولة للمسلمين؛ فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله ÷؛ فجعلت أباشر القتال، وأذبّ عن رسول الله ÷ بالسيف، وأرمي بالقوس، حتى خلصت إلي الجراحة. وروي عن عمر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «ما التفتُّ يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني».

(٢) في (و): عنده مفاطير إلا صلت عليهم الملائكة ... إلخ.

(٣) في (و): فقالوا.