قال القاضي أحمد بن صالح: محمد بن منصور أحد أعلام الشيعة المعمرين وشيخ العترة المطهرين وكان الأئمة يجلونه إجلال الأب الكريم، وهو ينزلهم منزلة الشريف العظيم وكان شيخاً معمراً. [ثم ساق في ذكر الاجتماع التاريخي الذي تقدم ذكره في كلام الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #، إلى أن قال]: قال في كنز الأخبار: وكان محمد بن منصور أخص علماء الزيدية بالقاسم وأكثرهم رواية. انتهى. قال القاضي أحمد بن صالح: وكان محمد بن منصور معمراً، وقد ذكر في عمره بعض الطلبة كلاماً لم يقو عندي، قلت: اطلعت عليه وهو أنه ذكر أن محمد بن منصور عاش مائتي سنة وخمسين سنة، وما قاله القاضي هو الأقرب إلا أنه تخلص لي مما روى عنه فأقدم شيخ له ابن جريج وكان موته سنة خمسين ومائة وإبراهيم بن محمد بن ميمون وموته سنة ستين ومائة، وسمع عليهما محمد بن منصور وأقل أحواله أن يسمع عليهما بعد بلوغه خمس عشرة سنة، وقد ذكر السيد صارم الدين أنه توفي بعد التسعين والمائتين؛ فيكون عمره تقريباً مائة وخمسين سنة. روى عنه الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بغير واسطة وبعض بواسطة فهو شيخه وشيخ شيخه. انتهى. قلت: وعده ابن مظفر وغيره ممن يروي ولا ينص ولا يخرج، وهو وهم، والصواب أنه يروي وينص، ومن طالع الأمالي والجامع الكافي علم ذلك يقيناً. انتهى.

  توفي بعد التسعين والمائتين. خرج له أئمتنا السادة: المؤيد وأبو طالب والمرشد والجرجاني والسيلقي. اهـ (من الطبقات باختصار).

  وقال في الجامع الوجيز في وفيات سنة ٢٩٠ هـ: وفيها أو بعدها توفي حافظ الشيعة ومحدّثهم أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد المرادي الكوفي، العلامة صاحب التصانيف، حدّث عن أحمد بن عيسى وولده والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، والإمام القاسم بن إبراهيم #. وعنه الناصر وخلق. ومصنّفاته نيف وثلاثين. روى له: الناصر والسادة والمرشد بالله ووالده وسائر من بعده من أئمتنا $ وشيعتهم ¤.